سؤال برىء: ما الممتع فى أن يدفع الشخص 60 ألف جنيه لشراء مقبرة لا يعرف إذا كان سيستخدمها بعد الموت أم لا؟ الإجابة التى ليست بريئة بالمرة: لأن السلعة فى مصر يصبح لها ثمن، عندما يتفاخر بها الناس ويزايد عليها السماسرة، وإلا فما الذى يقلقنى حول المكان الذى ستدفن فيه جثتى، مادمت لن أكون حاضرا هناك، كم حسنة ستضاف لميزانى عندما يكون جثمانى ممددًا فى مقبرة هواها بحرى وتطل على ناصيتين، لماذا تحولت فلسفتنا عن الموت من كونه حقيقة مؤكدة، إلى تجارة أراضى ومنافسة على ألوان الرخام التى سيُكتب عليها اسم المرحوم؟ دعك من الفلسفة والعبرة وكل الكلام الكبير عن قدسية الموت، وتعالى نتكلم بشكل عملى، أليس اليتامى والفقراء والغارمون، والمديونون، والبردانين، والعاطلون أولى بهذه الأموال؟ على الأقل لن يصبحوا مجرد ذكرى بعد يومين من الجنازة.