ربما سمعت خلال الأيام الماضية عن العظام البشرية التى وُجِدت على الطريق فى أسيوط، وبعد تساؤلات وحيرة، عرفنا أن تلك العظام هى رفات لموتى، وأن الطمع جعل الأشقاء يرمونها فى العراء بهذه الطريقة دون مراعاة لحرمة أصحابها، هم فقط يريدون المتاجرة فى المقابر، ووجود هذه العظام قد يفسد عليهم الصفقة، وهكذا أصبح الموتى ضحية أخرى لطمع الأحياء وتعفن ضمائرهم، ولأن الفساد ينتقل بالعدوى فلا تستبعد أن يتقاتل الناس فى الشوارع حينما يسمعون عن الأسعار الخيالية التى تُباع بها المقابر، وكيف أصبح بعض السماسرة يكسبون من تجارة المدافن أكثر من الشقق السكنية، حتى فى القرى الهادئة التى تمتلك جبانات متاحة لكل أهل البلدة منذ عشرات السنين، بدأت تظهر فيها بوادر تحرشات بين الناس لأن بعض الفاسدين قرروا بيع ما لا يملكون لهؤلاء الذين يحلمون بأن يكون لديهم يوما لافتة بعنوان «مدفن آل فلان».