اليوم هو التاريخ الذى حدده عدد من الفلكيين والمنجمين لنهاية العالم، وهى نبوءة، هناك بالفعل من أخذها بجدية، أو من تعامل معها بسخرية، ومن حاول توظيفها لتحقيق أرباح، حتى ولو على حساب الشائعة، بالرغم من أنه ربما لا يستطيع الاستفادة فى حالة نهاية العالم فعلًا.
ولأن «قيامة قوم عند قوم فوائد»، تحولت أكذوبة نهاية العالم إلى مصدر لبيع بعض المنتجات، ارتباطًا بهذا الحدث، رهانًا على أن هناك بالفعل من يمتلك استعدادًا لتصديق الكذبة، والتعامل معها على أنها حقيقة، ومن أجل هؤلاء يظهر تجار الأوهام ممن يسعون للربح من أى حدث، حتى ولو كان نهاية العالم.
ظهرت بعض المواقع والشركات الوهمية تروج لمنتجات، منها حقيبة نهاية العالم، أو ما أسموه «شنطة القيامة»، التى تحوى بعض الطعام الجاف والماء، أو تعاويذ روجتها بعض الجماعات، تسهل- حسب الزعم- على المواطن العالمى تأثيرات الصدمة من نهاية العالم.
بعض المواقع المتخصصة فى السحر والتنجيم أرادت أن تكسب المزيد من الزبائن على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فقد عرضت أفلامًا قالت إنها تسجل توقعات شكل نهاية العالم، والهدف هو جذب المشاهدين، وتحقيق المزيد من الإعلانات.
ومن ميزات مواقع التواصل وغيرها إتاحة الفرصة لبيع وشراء أى شىء، حتى لو كان مجرد وهم، ومنها موقع «إى باى»، الذى عرض عليه قبل أعوام «روح للبيع»، وآخر عرض زجاجات هواء باعتبارها من أنقى أنواع الهواء بجبال الصين، ولم تكن المشكلة فيمن عرض هذه الأوهام للبيع، لكن ظهور زبائن عرضوا الشراء.
خبر نهاية العالم انطلق قبل شهور منسوبًا لعدد من علماء الفلك، أنهم يتوقعون نهاية العالم خلال شهر سبتمبر، وتحديدًا اليوم، 23 سبتمبر، بما قد يعنى أن العالم انتهى، وكانت النبوءة المنسوبة لعدد من علماء الفلك، تقول إن العالم سوف ينتهى باصطدام الكواكب أو الشمس بالأرض، أو سقوط نيزك عملاق على الأرض فينهى وجودها.
حكاية نهاية العالم ليست جديدة، وتحوى الكثير من الكتب القديمة توقعات مختلفة عن نهاية العالم، يستند بعضها إلى خليط من التنجيم والتوقعات الفلكية.
وبالرغم من أنه لا توجد أى مصادر علمية أو وكالات كبرى للفلك أعلنت تأكيد نهاية العالم، فقد استمرت هذه التوقعات، وتظهر كل فترة، وتجددت توقعات نهاية العالم عندما نقلت بعض مواقع الصحف، ومنها «ديلى ميل»، خبرًا منسوبًا إلى خبير فى علم الأعداد، قدّم حسبة فلكية ورقمية، انتهى فيها إلى أن الكسوف الشمسى الذى جرى خلال أغسطس الماضى هو مقدمة لاصطدام كوكب يسمى «نيبيرو» مع الأرض، وحدد اليوم لحدوث ذلك، وطبعًا ظهر العالم المزعوم كثيرًا وحقق شهرة، وأموالًا من تكهناته العبقرية، وكان أحد المتكسبين من نهاية العالم، وهو وعدد لا بأس به من المواقع التى تواصل نشر هذه الأكاذيب، وتمنحها غلافًا علميًا معمليًا، بينما هى مجرد خلطات لجذب الزبائن والمتفرجين.
بالطبع كان هناك من فضل أخذ الأمر بسخرية، منها أن الحكومة كان يفترض أن تؤجل دفع مصروفات المدارس حتى يتم حسم نهاية العالم، وحتى لاتضيع الفلوس على الناس، أو التبكير بصرف المرتبات قبل نهاية العالم، حتى يمكن للإنسان أن يستمتع بإنفاق راتبه ويذهب إلى نهاية العالم وهو مرتاح، أو أن يدعو البعض للإسراع بالحصول على عدة ملايين من البنوك قبل نهاية العالم حتى يتهرب من سدادها، ولا مانع من ظهور مواقع تجرى سحبًا على جوائز نهاية العالم، ومن يكسب يذهب فى رحلة إلى القيامة.