قد يتصور البعض أن زغبى الجن والعفاريت يشعر بخجل أو ارتباك بعد شيوع الحديث عن فتاواه وأحاديثه فى فضائيات تجارة الدين والجن المصور والعادى، لكن هيهات أن يشعر بخجل أو تردد، بل هو يصر على كلامه العفاريتى ظنا أنه داعية وأنه يخدم الدين والدنيا. هذا الزغبى تفرغ وتبحر فى علوم الدين والأحايث، ولم يجد تخصصا غير الجن والعفريت، وتوصل إلى نتائجه الباهرة لمن يريد الأجر والثواب والمغفرة أن الجمل أو الإبل هى شياطين ونحن نأكلها، وعليه ومن تحت فوقه فإن أكل لحم الشيطان والجن والعفاريت وليس الجمال أو غيرها وبناء على ما توصل إليه زغبى الفتوى فإن أكل لحم الجن والعفريت ليس محرما سواء كان الجن «بتلو» أو «ضانى» أو «كندوز»، كلها لحوم جن، المهم أن يركز الواحد فى القطعية ويختار ريش العفريت الصغير للشوى وقشرة فخذة الجن من أجل بوفتيك عفاريتى.
والمثير للعفرتة أن مذيع قناة العفريت أعاد سؤال الزغبى: هل يتراجع عن فتواه بعد الهجوم عليه؟ فرد بكل ثقة وبراءة العفاريت فى عينيه: أنا متمسك بكل ما جاء فى كلامى عن لحم العفريت.
والزغبى ليس حالة خاصة، لكنه جزء من دعاة يملأون الفضائيات والأرضيات والشوارع والمساجد، يروجون لثقافة الجن والعفاريت وأنها حقيقة، وأن العفاريت متفرغة لبنى البشر وليس لها حياتها العفاريتى وأن الجن ربما يكون على وش مدارس مثلا، لكن هؤلاء طبعا لايهمهم الدين، لكن يهمهم الزبائن الذين تجذبهم الروح الإعلانية فى قنوات بيع الجن والسحر.
فالزبون مع تكرار ظهور الزغبى وغيره وإقناعهم أن الجن والعفاريت حقائق تبدأ عملية تجارة الأعمال وفكها وإبطال السحر واستخراج الأعمال والربط إلى آخر قائمة «خدمة ما بعد الجن»، حيث يمهد مروجو الخرافات لفريق منهم يبيع الدجل باسم العلاج وتطليع الجن وإبطال الأعمال، ويوظفون الكثير من القصص والخرافات منسوبة للدين، يكسب الدجالون ونخسر جميعا.
وإذا كان المتحدث دجالا، فهناك آلاف لديهم استعداد لتصديق الزغبى وأمثاله يشترون الوهم مغلفا ومبرمجا، وهناك دائما من هم على استعداد للاتجار فى أى وهم مثل فك الأعمال ومشروبات ومشمومات لإخراج الجن والقبض عليه، الأمر تجاوز موضوع الفضائيات ووصل إلى النصب الإلكترونى، ومادام هناك من لديه الاستعداد لتصديق الخرافات فقد ظهرت مواقع وقراصنة يروجون لبرامج تكتشف الجن فى المنزل وتساعد فى استخراجه وطرده أونلاين، ولم تكن المشكلة فى ظهور برامج تزعم كشف الجن، وإنما هناك مئات الآلاف صدقوا وأنزلوا هذه البرامج العفاريتى.
وظهرت إعلانات على «جوجل بلاى» أحدث برامج كشف الجن وطرده، «نزل البرنامج عل ى موبايلك واعرف كيف تتعامل مع الجن بكل سهولة»، المدهش أن هناك الكثير من المغفلين صدقوا ونزلوا برامج كشف الجن على أجهزتهم، وهناك مليون من الناطقين باللغة العربية، حملوا تطبيق يكشف عن «الجن» وتطبيق «البحث عن الأشباح».
خبراء البرمجيات، قالوا إن من روج برامج الجن، هم من صنف الهاكر، أى أنهم عفاريت بشر استغلوا تغفيل المغفلين ليبيعوا لهم برامج كشف الأشباح والجن، طبعا من يصدق أكل لحم الجن يصدق برامج تطليع العفريت بدون معلم.. ورزق المهكرين على المغفلين.