الجميع يعلم أن عمرو موسى تربطه علاقات وثيقة بالقصر الأميرى القطرى، وهناك 5 مشاهد حاكمة، تؤكد، وتوثق هذه العلاقة القوية، وتكشف بوضوح شخصية الرجل، مدمن السلطة والأضواء، ورغم تجاوز عمره الثمانين عامًا، إلا أن (إدمانه) للسلطة والشهرة فى تصاعد مخيف!!
وبعيدا عن رأيك، ورأيى، فإن الوقائع على الأرض، أبلغ وأصدق حديث، وتشرح للجميع مواقف الرجل، وقراراته، التى تصب فى صالح قطر، وتجيب عن أسئلة خطيرة تدور على الألسنة حاليًا، منها، لماذا يحاول أن يشوه جمال عبدالناصر والسادات ومبارك، وهل لخلفيتهم العسكرية دور فى عملية التشويه؟! ولماذا صمت ولم ينطق بكلمة واحدة طوال العهود الثلاثة، ثم تناول الآن حبوب الشجاعة وقرر مهاجمة الحكام الثلاثة ذوى الخلفية العسكرية؟! ولماذا وافق على المشاركة فى جبهة العواطلية، برئاسة ممدوح حمزة، سرًا ثم نفى فى العلن؟ ولماذا كان لا يثق فيه اللواء عمر سليمان، وهو رئيس المخابرات العامة ولديه من الأسرار والخبايا والمعلومات التى لا تعد ولا تحصى؟!
الإجابة عن هذه الأسئلة، تكشفها المشاهد الخمسة التالية:
المشهد الأول:لعب عمرو موسى دورا سياسيا سيئا، لتدمير ليبيا لصالح قطر، عندما كان أمينًا عامًا للجامعة العربية عام 2011، حينها قرر حلف الناتو ضرب ليبيا، ولتنفيذ هذا المطلب المهم، كان يجب شرعنة القرار، وعلى الفور أعطت قطر الإشارة لرجلها الأول عمرو موسى، بمنح الجامعة العربية موافقتها ليتدخل الناتو ويضرب ليبيا، ويتخلص من نظام القذافى، وتسليم أرض عمر المختار، للعصابات المسلحة، التابعة لنظام الحمدين فى الدوحة، وهو ما كشفته الوثائق مؤخرا.
المشهد الثانى: لقاؤه خيرت الشاطر فى منزل أيمن نور قبل ثورة 30 يونيو، بالرغم من أنه كان أحد أضلاع مثلث (جبهة الإنقاذ) بجانب البرادعى وصباحى، وهى المقابلة التى استمرت ثلاث ساعات كاملة، ومثلت طعنة غادرة فى العمود الفقرى لجبهة الإنقاذ، ومحاولة لتقسيمها وتفتيتها.
المقابلة الشهيرة، تأخرت كثيرا، حيث كان خيرت الشاطر قد طرح اسم عمرو موسى ليتولى مسؤولية مستشار المعزول محمد مرسى، بناء على طلب من قطر حينها، إلا أن الاجتماع الشهير بين محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد سعد الكتاتنى ومحمد مرسى فى قصر الاتحادية، رفض فكرة تعيين عمرو موسى مستشارًا سياسيًا، للمعزول، وقال محمد بديع جملته الشهيرة فى الاجتماع: (عمرو موسى لديه جشع ونهم شديد للسلطة، ولديه استعداد أن يبيع أقرب المقربين منه فى سبيل الجلوس على مقعد السلطة).. عقب ذلك الاجتماع، تأجل اجتماع الشاطر بعمرو موسى، حتى التقيا منفردين فى منزل أيمن نور، ووصل الاجتماع إلى مسامع الإعلام، الذى نشر مضمونه، وكان صدمة كبرى لجبهة الإنقاذ، وأيضًا صدمة لمؤيدى وداعمى حركة تمرد، بجانب صدمة الشارع حينها، الذى كان مشتعلا بالغضب من جماعة الإخوان الإرهابية!!
المشهد الثالث: عقب ثورة 30 يونيو ونجاحها فى إزاحة المعزول وجماعته من الحكم، لحس عمرو موسى وعوده لخيرت الشاطر، وألمح لقطر أن الثورة نجحت فى إزاحة الإخوان، ولمصلحة الجميع، يجب أن يكون فى مطبخ صناع القرار بعد الثورة، وبالفعل انضم لحملة السيسى لخوض انتخابات الرئاسة، لكن اقتراحاته فى الحملة، حملت علامات استفهام وتعجب كبيرتين، وتم طرده من الحملة بجانب طرد (دواسة تويتر).. ثم بدأ يعرض خدماته، بالسفر لعدد من الدول للتعريف بثورة 30 يونيو، وعاد للقاهرة انتظارا للمكافأة، ولم ينتظر كثيرا، حيث قرر الترويج لنفسه من خلال تسريبات بأنه رئيس لمجلس النواب المنتظر، وانتشرت شائعة اختياره للمنصب بشكل لافت، فقرر استغلال رئاسته للجنة الخمسين لإعداد دستور تفصيل على مقاسه، فوسع من صلاحية مجلس النواب، وقلص من صلاحيات الرئيس، كما أعطى الحكومة جزءا من الصلاحيات، مصدقا نفسه أنه رئيس مجلس النواب المنتظر، لذلك خرج دستور 2014، مشوها، ومعيبا، ومعطلا لانطلاقة مصر التنموية!!
المشهد الرابع: الراحل العظيم اللواء (عمر سليمان) رئيس المخابرات العامة الأسبق، كان لا يثق نهائيا فى عمرو موسى، حيث قال نصًا قبل انتخابات الرئاسة 2012: (أنا ممكن أشتغل مع أى حد لصالح البلد إلا عمرو موسى»!! هذه الجملة المختصرة لرجل المخابرات القوى والمحنك، شارحة ووافية، فالرجل يقينا يعلم كل أسرار وخفايا عمرو موسى، وعلاقته بقطر، وجشعه السياسى، وشبقه للمناصب، والدليل أنه قرر تأسيس جبهة غريبة فى مسماها، وهى جبهة حماية الدستور، وكأنه الوصى على دستور البلاد، ولا يدرك أنه كان رئيسا للجنة، التى أعدته فقط، وبمجرد أن تم طرحه للاستفتاء والشعب قال كلمته، فالدستور مصان بحماية شعبية، وأى تغيير فيه، سيكون بإرادة شعبية، وليست بوصاية رجل قطر الأول فى الوطن العربى!!
المشهد الخامس: خلال الأيام القليلة الماضية، وافق عمرو موسى على المشاركة فى (جبهة التضامن للتغيير)، التى تضم بجانبه، كلا من ممدوح حمزة، وعبدالجليل مصطفى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وشادى الغزالى حرب، وخالد على، ودواسة تويتر، بهدف البحث عن مرشح يخوض انتخابات الرئاسة 2018، ودعمه ضد عبدالفتاح السيسى، ثم خرج فى العلن لينفى انضمامه للجبهة، ولم يكن يتخيل أن مشاركته فى الجبهة سرا، سيتم اكتشافه بهذه السرعة!!
هذه المشاهد الخمسة، من بين عشرات المشاهد الأخرى، تكشف بجلاء، حقيقة عمرو موسى، (مدمن) السلطة والشهرة، والظهور أمام الناس باعتباره المالك الحصرى لحقوق الفهم فى السياسة، دون إدراك حقيقى أنه لعب دورا بارزا فقط فى تحقيق مخططات قطر، خاصة فى ليبيا، وما يحدث فى بلاد عمر المختار وطوال السنوات الست الماضية، وحتى كتابة هده السطور، تستوجب تقديم عمرو موسى، لمحاكمة عاجلة، كونه أحد أبرز من أعطى الشرعية لحلف الناتو لضرب ليبيا، وتسليمها لجماعة الإخوان وأتباعها من التنظيمات الإرهابية، التى يديرها نظام الحمدين فى الدوحة (بالريموت كونترول).
عمرو موسى، رجل فقد بوصلة الصواب، وبدأ يتخبط، وبدلا من أن يجلس مستمتعا بما تبقى له من عمر، قرر الاستمرار فى (إدمان) شهوة السلطة والأضواء، مدركًا أنه فى هذا التوقيت لكى يستمر تحت بؤرة الأضواء، لن يتحقق له ذلك سوى بإهالة التراب على رموز تاريخية، مثل الادعاء الفج بأن جمال عبدالناصر، كان يطلب غذاءه من سويسرا، وهو أمر لا يمكن أن يصدقه عقل طفل، ففكرة استقدام الأطعمة من سويسرا أو فرنسا، لم يقدم عليها سوى بعض من رجال الأعمال، الذين يمتلكون طائرات خاصة، ومؤخرا، ما يؤكد أن عمرو موسى، تعمد من إصدار كتابه، والمعروف جهة تمويل طباعته، هدفه الرئيسى تشويه الرموز التاريخية المصرية، وعندما يتم تشويه صورة جمال عبدالناصر، فهو أمر يسعد جماعة الإخوان الإرهابية ومن خلفها، قطر!!
ولَك الله يا مصر...!!