لكى تبدو جريئا وعميقا ولديك علم سياسى أعلى من عامة الناس، عليك فقط أن تشتم «الدستور»، وهى الكلمة الأكثر تداولًا حين تكون مصر مرتبكة أو فى حالة ضعف، لأنه حين تكون الأمور على ما يرام، يمسى أى حديث عن الدساتير–بخلاف التفاخر طبعًا- مغامرة خطيرة قد تجلب التحقير لصاحبها، ولأننا لسنا على مايرام منذ أعوام طويلة، فقد عشنا لنرى سيدة مغمورة تقول «طز فى دستور مصر» لمجرد أن الحكومة أغلقت مسجد الحسين فى ذكرى عاشوراء منعًا للمزايدات، لا خوفًا من التبشير الشيعى كما يظن البعض، وهذه السيدة ليست أسوأ من هؤلاء الذين يلمزون من حين لآخر بضرورة تعديل الدستور لأنهم لم يقرأوه جيدًا أو قرأوه ولم يفهموه، وبالتأكيد نحن لا نقدس الدساتير إلا بقدر ما تحقق الخير للشعوب، لكن التعامل معه كبضاعة قابلة للاسترجاع والاستبدال والشتيمة، يجعل من كلمة «طز» وغيرها من الألفاظ السخيفة، أكثر قداسة من أى دستور.