الوجبة المدرسية الخاصة بطلاب المدارس فى المرحلتين رياض الأطفال والابتدائية تعد شيئًا أساسيًا ومهمًا بالنسبة لهم خاصة الطبقة الفقيرة، ولذا يجب الاهتمام بها فى مراحلها المختلفة بدءًا من التصنيع وحتى يد التلميذ.
وقبل أن تتكرر كارثة العام الماضى والذى شهد تسمم المئات من تلاميذ المدارس بالمحافظات، بعد تناولهم الوجبات الغذائية، وامتلأت المستشفيات بالتلاميذ وأولياء الأمور للاطمئنان على أبنائهم وخروجهم بعد ساعات من تلقى العلاج، نحذر القائمين على عملية تصنيع ونقل هذه الوجبات وقبلهم وزير التعليم من تكرار هذه الكارثة مرة أخرى، فليست معدة أبناء الأقاليم ومحافظات الصعيد حديد وتأكل "الظلط" حتى نعطيها الوجبات الأقل جودة أو قد انتهت صلاحيتها أو قاربت على الانتهاء.
فالوجبة المدرسية لمحافظات الوجه القبلى عبارة عن 2 قطعة جبن، 1 قطعة حلاوة طحينية، 2 رغيف فينو، تصرف ليومين فى الأسبوع، بالإضافة إلى "فطيرة" ليوم دراسى واحد، وبسكويت ليومين آخرين، أما لمحافظات الوجه البحرى فهى بسكويت وفطيرة.
الحكاية ليست بالعادية، والمصيبة كبيرة، لأنها قد تتكرر هذا العام إن لم يتم وضع رقابة صارمة على الوجبات قبل أن تخرج من مكان التصنيع حتى تصل ليد التلميذ.
الحل سهل، ولكن بعد وقوع المصيبة تكون المشكلة أكبر، فعلى وزارة الصحة والسكان التعاون مع وزارة التربية والتعليم فى اتخاذ الاجراءات الوقائية التى تضمن سلامة الوجبة وتطبيق الاشتراطات الصحية التى يجب توافرها فى مخازن الأغذية بالمنشآت التعليمية أو العاملين بها، وضرورة سحب عينات عشوائية من المصانع التى تقوم بإنتاج الوجبات المدرسية للتأكد من سلامتها وعمل زيارات ميدانية من قبل مفتشى الصحة بالقاهرة والمحافظات للتأكد من مطابقتها للاشتراطات الصحية، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على المصانع ومخازنها بالإضافة إلى مخازن مديريات التعليم والمدارس بالمحافظات والخاصة بحفظ الوجبات الجافة مع الفحص الدورى وسحب العينات بشكل شبه يومى للتأكد من سلامتها وأن أى مصنع مخالف وغير مرخص وغير مطابق للمواصفات والشروط يتم غلقه تمامًا.
كما أن جميع شحنات الأغذية لابد أن تحصل على الإفراج الصحى قبل توريدها للمدارس، ولابد أن تكون طريقة التخزين داخل المدارس صحيحة وجيدة التهوية والارتفاع، كما يجب الإشراف على إجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت التعليمية، والتأكد من وجود مياه جارية وصابون فى دورات المياه، والتهوية الجيدة للفصول والاهتمام بنظافتها.
كل هذا من أجل صحة جيل جديد سيحمل راية الوطن، فمتابعة هذه الوجبات فى مهدها يوفر الملايين التى يتم صرفها بعد أن تقع الكارثة، حيث يتم إعدام هذه الوجبات وعلاج التلاميذ من التسمم على نفقة الدولة، فالأولى الوقاية والمتابعة خير من العلاج.