فى الحديث عن الحلقة الأولى من برنامج «وش السعد» لمحمد سعد لا بد لنا من قراءة غير سطحية للحدث، علينا أن نتساءل جديًّا: هل تحرش محمد سعد حقا بهيفاء؟ القراءة السطحية تقول : نعم ، وذلك من خلال حركاته وإيماءاته وحمله لها بين يديه على المسرح.
القراءة الفاحصة للحلقة لا تقطع بهذا أو ذاك ، بل تنفذ- أولا- إلى ما وراء الوقعة وتتطرق أولا إلى ماهية التحرش- دون تقعّر- على « أنه فعل غير مرحب به من النوع الجنسى، يتضمن مجموعة من الأفعال ذات الطابع الجنسى التى تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بالضيق وعدم الارتياح ويعطيه إحساسا بعدم الأمان، وأهم وسائله: التلفظ بتلميحات جنسية أو إباحية، وصولا إلى النشاطات الجنسية...» وتحاول سحبه على ما حدث بين بوحة وهيفاء : فهل كان هناك شعور بالضيق أو الكراهة من قبل هيفاء تجاه ما فعل سعد على المسرح؟ وإن كان موجودا فهل كانت كراهة أو ضيقا فعليا أم أنه ضمن مفردات الأداء التمثيلى؟ دعونا نوسع الدائرة أكثر: هل سمعنا- لا سمح الله- أن هيفاء صفعت «بوحة» بـ«القلم» خلف الستار أو صرحت بأنها تضررت من فعله؟
القراءة العميقة وسبر أغوار الحدث على كل الأصعدة تجعلنا أيضا نسأل: أين كان مخرج الحلقة، لماذا لم يقم بـ«منتجة» المشهد الذى حمل فيه «بوحة» هيفاء بين يديه؟ إلا إذا كان ما حدث جاء بتوجيهات من مخرج البرنامج وكـ«تكنيك فنى» بأن يسبق إسدال الستار فى كل حلقة أن يحمل محمد سعد الضيف بين يديه بهذه الطريقة؟ وهنا نسأل: هل ننتظر من بوحة أن يحمل بقية ضيوفه فى الحلقات المقبلة، خاصة إذا كان من الجنس الخشن، حسن حسنى مثلا؟ إن كان الأمر كذلك فعليه أن يغير من «وش السعد» لـ«بوحة الشيال»؟ وقد يكون ما فعله بوحة اجتهادا منه «وضع التاتش بتاعه» وأقره عليه المخرج.
وضع الأمور فى نصابها يجعلنا لا ننصب المحاكمة لبوحة وحده بل علينا أن نساءل كل طاقم العمل ومعهم «هيفاء»، كما يستدعى أن يصدر مخرجان قديران مثل أشرف زكى وسامح عبد العزيز بيانا إعلاميا حول الحلقة وكذلك الضيفة هيفاء، هذا إذا اعتبرنا أننا قد فرغنا من موقف محمد سعد بأنه سعيد بردود فعل الجمهور الجمهور الإيجابية.
كل هذه الأسئلة والإجابات عليها تجعلنا « نقبض على الثور من قرنيه»، وفى المجمل نستطيع أن نقول إنه إن كان من واقعة تحرش فى البرنامج فإن هذا ليس من بوحة وحده إنما كل المسؤولين عن العمل والقناة أيضا وإن كان من متحرًّش به وضحية فليس هيفاء وإنما المشاهد .
يبقى أن نقول لمحمد سعد : لا تحاول أن تكون غير نفسك « بوحة » الذى عرفناه ونحبه ، لا تحاول استنساخ الآخرين ، أداؤك باهت ولا تستطيع حتى تكرار نفسك ، فلا تقامر بتاريخك، تاريخ الفن يخبرنا بأن من حاول من الفنانين أن يكون العندليب مثلا أفنى فنه بنفسه، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الفنانات ممن حاولن أن يكن أم كلثوم .. فأنت لن تكون إسماعيل ياسين كما بررت خوضك للتجربة ولا حتى باسم يوسف ، كما يقول عنك الآخرون .