ظننا أنه قديس كما روج له جماعة الإخوان الإرهابية وكتائب خيرت الشاطر الشهيرة بالألتراس، ولكن لَيْس كل الظنون خيرا.
ظننا أنه عاشقا لوطنه، ويحترم مؤسساته، ويبذل من الجهد والعرق لرفع راية بلاده عاليا، ثم فوجئنا فى بطولة الأمم الأفريقية 2010 والتى أقيمت فى أنجولا، وفازت بها مصر، يرتدى «تى شيرت» مدونا عليه «تعاطفا مع غزة» وذلك عقب إحرازه هدفا فى إحدى المباريات، ولم يتوقف أمام الواقعة، أحد من المصريين، بل وجدنا تهليلا وترحيبا، واعتبار الواقعة، عملا قوميا رائعا.
محمد أبوتريكة، قبل الثورة، كان يلتقى المسؤولين فى النظام الأسبق وعلى رأسه مبارك وأبناؤه ويجلس معهم ويبدى إعجابه بهم ويصافحهم بحرارة فى المناسبات الرياضية والعامة.
وبعد 25 يناير 2011 انقلبت مواقف أبوتريكة من النقيض إلى النقيض وظهرت ميوله لجماعة الإخوان الإرهابية بوضوح، وارتفع صوته عاليا، على عكس عادته، وظهر فى إعلانات الدعاية لدعم وتأييد محمد مرسى العياط، فى انتخابات الرئاسة 2012.
هنا أدرك الجميع الحقيقة المرة، أن محمد أبوتريكة، ما هو إلا إخوانى التنظيم والهوى، وانتقل من خانة الوداعة، والهدوء، إلى خانة التحدى والاعتراض، بدأها بتحدى إرادة إدارة النادى الأهلى السابقة، وفرض نفوذه الإخوانى متزعما خلية كبيرة فى القلعة الحمراء ضمت الدكتور إيهاب على، طبيب النادى الأهلى السابق، وشقيق أيمن على مستشار الرئيس المعزول محمد مرسى، وهادى خشبة، وسيد عبدالحفيظ، وشريف عبدالفضيل، وأحمد عبدالظاهر، الذى رفع إشارة رابعة فى المباراة النهائية لبطولة رابطة الأبطال الأفريقية عام 2013 عند إحرازه هدفا، بجانب تجنيد الألتراس لخدمة الجماعة.
ثم تبين مشاركة أبوتريكة فى دعم الجماعة ماديا، عن طريق شراكته لأحد قيادات الإخوان فى شركة سياحية، تمول الجماعة من بين 8 شركات أخرى، وأن الشركة تنظم رحلات إلى تركيا بمبالغ زهيدة لا تتجاوز 4 آلاف جنيه، وبعد التأكد من صدق المعلومات، قررت لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان التحفظ على ممتلكاته.
وبدلا من أن يصمد ويقف مدافعا عن نفسه فى ساحة المحاكم، لو كان يرى أنه مظلوما، وأن القضايا ضده ملفقة، قرر أن يغادر البلاد، ويلجأ لقطر، أكثر الدول عداء وكراهية لمصر، ويعمل فى أبواق الدوحة الإعلامية، محللا كرويا، ومستمتعا بالحصول على مئات الآلاف من الدولارات، يتقاضاها شهريا، وبإقامته فى القصور والفنادق الفخمة!!
إلى هنا، لا يمكن أن تقول سوى، أبوتريكة حر، يفعل ما يراه من وجهة نظره صحيحا، ولكن من حقنا أن نسأل، هل أبوتريكة هو اللاعب الفلتة فى زمانه؟ وماذا عن محمد بركات ومحمد زيدان وأحمد حسام ميدو، وعماد متعب المستمر فى الملاعب حتى كتابة هذه السطور؟ وكيف لشخص هرب باختياره من بلاده ليلجأ لبلد عدو حقيقى ويعمل فى أبواقها المحرضة ضد مصر ثم نطالب بتكريمه؟ وهل لعبة كرة القدم تعترف بالمشاعر والواسطة أم تعترف بالأداء فى الملعب مهاريا وبدنيا؟
وبينما أبوتريكة يستمتع بأموال قطر، ويرتمى فى أحضان جماعته، كان الأسطورة محمد صلاح ورفاقه، يبذل من الجهد والعرق بما فاق كل تصور، ومشهد حسرته وصرخاته عقب إحراز الكونغو هدف التعادل، أدمى قلوب المصريين، وأشعل حماس زملائه وكل من كان فى الملعب، وكشف حقيقة ناصعة عن مدى قدرته على تحمل المسؤولية، والتضحية من أجل رفع علم بلاده فى المحفل العالمى الأهم، ورسم البسمة على شفاه 100 مليون مصر، ومثلهم من الأشقاء العرب.
الأمر الآخر والأهم، أن محمد صلاح، وكونه لاعبا مهما فى نادى ليفربول العريق والشهير، كان محل اهتمام الصحف البريطانية على وجه الخصوص، والصحف العالمية بشكل عام، ونسأل هنا كم تساوى الترويج والدعاية عن مصر أمنيا وسياسيا واقتصاديا؟ وهل بعد كل هذا المجهود الصعب الذى بذله صلاح ورفاقه والذى تكلل بالانتصار الرائع أن يأتى شخص هارب وداعم لجماعة إرهابية وكارها للمؤسسة العسكرية ويقيم ويعمل فى أكثر الدول عداء وكراهية لبلادنا لكى «يسرق ويستولى» على مجهود غيره؟!
الجماعة الإرهابية، وجبهة العواطلية وأطفال أنابيب الثورة، وكعادتهم، ينظمون حملة الاستيلاء والسطو على مجهود الآخرين ومنحه لأبوتريكة على طبق من فضة مكافأة له على كل ما بذله من مساندة ودعم للإخوان وكتائب خيرت الشاطر الشهيرة بالألتراس، وتزعم دواسة توتير، أجهل من فى مصر، والذى ينفذ مخططات الإرهابى القطرى «عبدالله العذبة» لإثارة الفوضى وإشاعة البلبلة وتشويه الإنجازات والانتصارات المصرية، «هاشتاج» يطالب بضم محمد أبوتريكة لصفوف المنتخب الذى يلعب فى بطولة كأس العالم!
ومن جديد نعود ونسأل كل من طرح هذا الطلب، طالما أبوتريكة اللاعب الفذ والساحر والعبقرى والذى يفوق قدرات رونالدو وميسى ومحمد صلاح لماذا لم يصعد بمنتخب مصر لنهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين؟ إذن أبوتريكة فاشل، فكيف يستعين منتخب مصر بفاشل ليلعب فى نهائيات درة البطولات الكروية؟! وهل يعود الموتى للحياة فى ملاعب كرة القدم تحديدا؟!
مطالب ضم أبوتريكة للمنتخب الوطنى فى نهائيات كأس العالم، كشف حقيقة أن بلادنا يسكن أحشاءها «كتائب الخيانة والقتل والخراب والدمار، وأيضا سارقو الفرحة والابتسامة ومجهود الآخرين»!!
ولك الله يا مصر..!!