مرة – أو مرات – أخرى يستثير السفاح البدين العجب ويستنفر السخط بينما هو يتهم الغير بالابتزاز السياسى ويرفض التراجع – ولو من بابا الذكاء والمواءمة - مراعاة لما فى عنقه من المسئوليات الجسام العظام، وتجنبا لمزيد من الخسائر التى قد تتخطى الحدود وتطال الكثيربن بالضرر، وكيف تتيسر المكابرة، بينما المزيد من الحقائق الصادمة تتكشف كل يوم وتشير الى السفاح بأصابع الاتهام فى قضايا حيكت ضد أطراف جديدة ؟
الألم يعتصر البلد الصغير المرفه الذى يتعيش على واردات تعدى ثمنها - خلال العام الماضى فقط -مليارات الدولارات، بينما الأبواب مغلقة دونه الآن، والطائرات جاثمة على أرضه كنعوش لامعة فى مأتم كبير، والعقود المبرمة مع الكثير من الجهات معلقة بين السماء والأرض، بعد أن كانت تنجز فى يسر وسهولة وتتضاعف قيمتها فى كل جيب وفى خزائن السفاح قبل كل الجيوب، والمستثمرون الأجانب أسرى مخاوفهم وأحزانهم المتزايدة مما هو آت، وقد زاغت أعينهم كما لم تزغ من قبل، من هول ما يدور بخلدهم من السيناريوهات التى يمكن تكون نهاية للأزمة التى أحدثها السفاح البدين، والخناق يضيق على السفاح البدين الذى استفز بلاد الله وآذاهم فى أمنهم وفى أنفسهم وفى مستقبلهم حتى صدقوا أخيرا أنه ليس بأخ ولا بأخت ولا هو منا، فما هى خطة السفاح التى أعدها لهذه اللحظة التى ينتبه فيها العالم إلى مؤامرات السفاح وتخريبه فى بلاده المختلفة ؟ لابد وأن من يعمل فأسه فى جدران بيت جاره ليهدمه قد أعد خطة ما لمواجهة ما قد ينتج من ضجيج وأتربة مترامية وتصدع فى بيته هو ذاته ومشاكل وموجهات من كل شكل، وخاصة إذا كان يعمل فأسه فى جدران بيوت عدد من جيرانه وليس فى جدران بيت واحد فقط .
الوضع المتأزم فى بلد السفاح، والهلع والابتسامة الصفراء على وجهه، وتهجمه هو وأعوانه على الغير بما لا يليق، وفزعه إلى كل جهة – صديقة كانت أم غير صديقة - طلبا للعون، ورحلاته المكوكية الكثيرة، وتخبطه فى أحاديثه هى - جميعا - سمات تشير إلى حقيقة غالبة ومفاجأة ثقيلة، والمفاجأة التى لم يعدها السفاح – بالطبع – ولا فطن إليها هى أنه لم يعد خطة واحدة على الأقل لما بعد شنه الحرب الخفية الإرهابية على جيرانه وإخوته البعيد منهم والقريب .
نعم.. لا توجد خطة لدى السفاح، لا لمعالجة الأزمة التى كان من المتصور – بالنسبة إليه – أن يتوقعها ويتوقع حدوثها بمفرداتها فى وقت ما، ولا توجد خطة لدى السفاح البدين الآن أيضا لمعالجة الأوضاع الراهنة والخروج منها بسلام، وإلا فما مغزى مواصلة أنشطته الإرهابية التى تظهر هنا وهناك ؟ وما مغزى ما يظهره من تكبر وتعال على الحقائق ؟ وما مغزى الزيارات المتبادلة مع الشياطين ؟ وما هى الخطط المعدة لديه لمعالجة هروب المستثمرين الأجانب من بلد صار مخنوقا مقطوعا ؟ ماذا سيفعل المستثمرون الذين ضخوا أموالا كثيرة طمعا فى بيئة استثمارية فى بلد طيب، وليس رغبة فى خوض مغامرة مجنونة تجعلهم – كما حدث لهم – يقلبون أكفهم على ما أنفقوا فيها وأعمالهم راكدة على التراب والندم والترقب ؟ ما الخطة التى أعدها السفاح لهؤلاء حتى لا يضيعوا ؟ ماذا أعد السفاح البدين لأصحاب العقود والشركاء الذى علقوا آمالهم وأموالهم باتفاقات وعقود ضخمة متوسمين فى الغد الفرح والفرج والرزق الكريم ؟
لقد غدر السفاح البدين – بأفعاله الإرهابية النكراء – بكل من تعاقد معهم وبكل من دعاهم إلى الاستثمار فى بلده، ليجدوا أنفسهم فى قلب طوفان من أمواج المشاكل المنذرة بالتعاظم، وليجدوا أنفسهم فى بحر من "اللايقين" وقد اختفت الأرض التى ظنوا أنهم هبطوا فيها على كنز من ذهب لا ينفد ولا يتغير ، فسبحان من يغير وله الدوام ولا يتغير .
لا توجد خطة ولا يوجد مخرج.. هذه هى خطة السفاح، وإنما خليط من التخبط والارتجال والرهان على مخزون المال وما قد يشتريه من بعض مساندة وما تيسر من الوقت، مع كثير من التكبر والاستعلاء كجزء من لعبة الخداع التى ربما أحب البعض أن يصدقها لأجل مصالحه ومكاسبه، لقد ابتز السفاح بلادا كثيرة وشعوبا كثيرة بالإرهاب الذى سانده وموله ودعمه، ومازال يمارس الابتزاز عليهم بالانكار والكذب والتهرب من مسئولياته، كما ابتز السفاح كل من تعاقد معهم أو دعاهم للاستثمار لديه، بينما هو يمتهن الإرهاب ويسانده ويخاطر بمن هم فى عنقه وبكل ما لديه حتى لم يعد لديه طريق للعودة، فهل تبقى للسفاح من الشجاعة ما يعينه على إعلان حقيقة أنه هو أول المبتزين للناس وأكبرهم وأنه لن يعود من مغامرته القاتلة ؟! حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير .