كنت قد قدمت فى المقال السابق نظرية الإلكترونيات والتى يمكن أن يكون لها دور فى تفسير بعض المشكلات القديمة التى لم تزل فى حاجة إلى تفسير عقلى.
وأول المشاكل التى يمكن حلها على أساس نظرية تفاضل القوانين، المعتمدة على الإلكترونيات، هى مشكلة إثبات وجود الله عز وجل، هذه هى المشكلة الوحيدة التى تعلو الإنسان، أما ما عداها فهو من المشكلات الإنسانية وإن اتصل بعضها بما هو فوق الإنسان كما كان الحال فى البحوث الدينية، إلا أن الربوبية أظهرت أنها عامة ورب الإنسان خاص، لأن وجود الله سبحانه وتعالى أمر يتفق والنظام الكونى العام، وأنه لا مانع من اليقين بهذا الوجود إلا أن يقوم الدليل على أن الإنسان أعلى الكائنات وأنه المتحكم وحده بإرادته فى تكييف حياته وهو ما لم يثبت بعد، وكذلك الإنسان يستطيع أن يعلم بوجود الله دون أن يستطيع أن ينقل من صفاته، هو ما يتصور أنه عند كماله يكون من صفات المخلوق وليس الخالق "الكائن الأعلى" وهذا خطأ كبير.
أما المشاكل الإنسانية التى تفسرها نظرية تفاضل القوانين فكثيرة ولعلنا نستطيع أن نجد الأصل الطبيعى لمعنوياته، وهذه المعنويات التى لم يكن هناك سبيل إلى تفسيرها تفسيرا عقليا من قبل، حيث إن المعنويات هى القانون الأسمى الذى يخضع له الإنسان، ولا يخضع لها غيره، وهو ما نعنيه حين نقول أن المعنويات أرقى القوانين وأن الإنسان أرقى الكائنات التى نعرفها، وإن كان ذلك لا يؤكد أنه أرقى الكائنات كافة، هذا ما تدلنا عليه نظرية تفاضل القوانين وعلى هذا الأساس يكون الوضع الحق للإنسان والوضع الحق للمعنويات .
* أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة .