يبدو أن الفارق بين البلغارية إيرينا بوكوفا، المديرة السابقة لمنظمة اليونسكو، التى سينتهى عملها فى منصف الشهر المقبل، والفرنسية ذات الأصول المغربية أودريه أزولاى، المديرة الحالية التى ستبدأ عملها منتصف الشهر المقبل سيكون كبيرا، خاصة فى يتعلق بالعلاقة بين أمريكا وإسرائيل.
فبعد يوم واحد من نجاحها فى انتخابات المجلس التنفيذى قالت أزولاى فى تصريحات أدلت بها لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فى المدينه الفرنسية باريس، إنها «واثقة بالنجاح فى إعادة الولايات المتحدة وإسرائيل لعضوية المنظمة»، وانتقدت القرارين الأمريكى والإسرائيلى بالانسحاب من المنظمة، قائلة إنه «فى هذه اللحظات يجب أن نشارك ونؤيد المنظمة ونعمل لإصلاحها بدل تركها».
يبدو أن أزولاى بهذه التصريحات سوف تبدأ من نقطة الصفر فى إدارة المنظمة العالمية التى تتعلق بالثقافة والتراث العالمى، متجاهلة طرق إسرائيل وأمريكا فى الضغط وأساليبهما فى المناورة والاستفادة أحادية الجانب مستخدمين طريقة التهديد بالانسحاب والتوقف عن دفع المستحقات وذلك لتحقيق أهداف شخصية تقوم على أخذ حق الآخرين.
وحتى نعرف الفارق بين أزولاى وإيرينا بوكوفا، نتوقف عند جزء من تعليق بوكوفا على انسحاب أمريكا ومن ورائها إسرائيل، وذلك فى بيان صادر عن اليونسكو «كنت قد أعربت عام 2011، عندما قرّرت الولايات المتحدة الأمريكية وقف تسديد مساهماتها المالية خلال الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو، عن قناعتى بأن مكانة اليونسكو فى نظر الولايات المتحدة لم تكن يوماً مهمة مثلما هى عليه اليوم، شأنها فى ذلك شأن مكانة الولايات المتحدة فى نظر اليونسكو، وإننى على اقتناع بأن عمل اليونسكو الرامى إلى المضى قُدماً فى محو الأمية وفى تحقيق جودة التعليم، يحظى بقبول الشعب الأمريكى، وأنّ عملنا الرامى إلى تسخير التكنولوجيات الجديدة لتحسين جودة التعلّم يحظى بقبول الشعب الأمريكى، وأنّ عملنا الرامى إلى توطيد التعاون فى المجال العلمى وإلى ضمان استدامة المحيطات يحظى بقبول الشعب الأمريكى، وأنّ عملنا الرامى إلى تعزيز حرية التعبير الدفاع عن سلامة الصحفيّين يحظى بقبول الشعب الأمريكى، وأنّ عملنا الرامى إلى تمكين الفتيات والنساء كصنّاع للتغيير والسلام يحظى بقبول الشعب الأمريكى، وأنّ عملنا الرامى إلى تعزيز قدرات المجتمعات التى تواجه حالات طوارئ وكوارث ونزاعات يحظى بقبول الشعب الأمريكى».
ومن وجهة نظرى عمدت إيرينا بوكوفا فى جزء من هذا البيان إلى تجاوز الحكومة الأمريكية الحالية وتوجهت مباشرة إلى الشعب الأمريكى، مؤكدة أن أمريكا لا تدفع شيئا للمنظمة منذ عام 2011، وقد تسبب ذلك فى زيادة المديونية الواقعة على اليونسكو.
المهم أنه وبعد نجاح أودريه أزولاى صرنا لا نملك سوى الفرجة والمتابعة، لأننا لا نملك حق اتخاذ القرار فى اليونسكو ولا حتى التحكم فى التصريحات والمحافظة على توازنها، وأعتقد أن أمريكا وإسرائيل سوف تعودان ولو بعد وقت، ولن نسمح كثيرا عن القرارات الجريئة ضد الاضطهاد والظلم العالمى.