علاء الأسوانى منح نفسه خصائص إلهية، وادعى أن لديه القدرة على التفتيش والتنقيب فى صدور الناس، ومعرفة ما تخفيه من نوايا، والدليل أنه استطاع أن يعلم ما يخفيه صدر الفنانة العظيمة سميرة أحمد، والأسباب التى دفعتها لإعلان مبادرتها بإجراء مزاد على ملابسها القديمة التى ظهرت بها فى أفلامها ومسلسلاتها، وتبرعت بعائداته لصندوق «تحيا مصر»، حيث كتب على حسابه الخاص على «تويتر» نصًا: «تتبرع ممثلة مسنة بملابسها القديمة لصندوق تحيا مصر لتحقيق: 1 - تغطية إعلامية بعد انحسار الأضواء، 2 - التخلص من الكراكيب، 3 - التطبيل بدون دفع».
علاء الأسوانى أشاد أيما إشادة بتبرعات صديقه «الأنتيم» ممدوح حمزة بالملابس الداخلية والخيام للثوار فى ميدان التحرير، وتخصيص فيلته فى وسط القاهرة لإقامة واجتماعات حركة 6 إبريل، واعتبر تعيين أحمد ماهر، مؤسس الحركة الفوضوية، فى مكتبه الاستشارى الهندسى عملًا وطنيًا عظيمًا، بينما يهيل التراب على تبرع الفنانة الكبيرة والمحترمة سميرة أحمد بقيمة عائدات المزاد على بيع ملابسها للدولة، ويعتبره «خرف» وبحثًا عن الأضواء!
علاء الأسوانى، كل شىء ونقيضه، حاول توظيف الحادث الذى ارتكبته ابنته منذ أيام بدهس مواطن غلبان إلى قضية سياسية كبرى، وأن نظام «السيسى» يستغل الحادث للتنكيل به، كونه معارضًا وثوريًا تتجاوز قامته المعارض المحترم «ممتاز نصار» أو «خالد محيى الدين»، ونسأل الدكتور علاء الأسوانى: هل «السيسى» طلب من ابنتك أن تدهس أجساد الغلابة؟ وهل كونها تمتلك سيارة من حقها أن تسير بسرعة جنونية ولا تراعى قواعد المرور؟ وهل مطلوب من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يذهب للمواطن الغلبان الذى تكسرت عظامه تحت عجلات سيارة ابنتك ليطلب منه أن يتنازل عن حقه، ولا يحرك دعاوى قضائية؟
وهل مطلوب من أجهزة التحقيق ألا تُمارس عملها وتحقق فى الحادث لمجرد أن مرتكبة الحادثة بدهس عظام الغلابة ابنة المناضل والمعارض والثورى، وكاتب رواية «عمارة يعقوبيان» الذى سمح لدور نشر إسرائيلية بترجمتها للعبرية وتوزيعها فى إسرائيل، والجميع يعلم ما رواية عمارة يعقوبيان «المخزية»؟.. وإذا كنّا نعانى فى عهد مبارك من مصطلح «متعرفش أنا ابن مين فى مصر»، واندلعت ثورة ضده، فهل من المنطق والعقل أن نعانى الآن من مصطلح «متعرفش إنى أنا ابن ثورة 25 يناير»، وهو إسلوب تهديد ووعيد، وكأن ثورة يناير سيف على رقاب العباد!
وهنا أريد أن أسرد واقعة خطيرة بطلها علاء الأسوانى، أسوأ كاتب يحمل الجنسية المصرية منذ أن توصل الفراعنة للكتابة وحتى الآن، تكشف مدى التناقض الرهيب فى شخصيته، وأن شعاره فى الحياة مثل كل أقرانه أدعياء الثورية «نفسى ثم نفسى ثم نفسى، وما دون ذلك فليذهب إلى الجحيم»!
منذ 15 عامًا تقريبًا، تعرض ابن علاء الأسوانى لحادث سير فوق كوبرى 6 أكتوبر، ويا للمصادفة، أن الذى كان يقود السيارة «مصور صحفى» كان يعمل حينها فى صحيفة معارضة، ومجلة قومية، وأصر علاء الأسوانى على تحرير محضر بالواقعة، دون أى مراعاة لحق الزمالة، حيث كان علاء الأسوانى يكتب مقالًا مطولًا فى صحيفة معارضة أيضًا!
ورغم أن ابن علاء الأسوانى كان مخطئًا، لأنه خالف قواعد المرور بمحاولته العبور فوق «كوبرى» يعد طريقًا سريعًا، فإنه أصر على السير فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الزميل المصور الصحفى، والأنكى أنه رفض وساطة كل الزملاء والأساتذة الذين تربطه بهم علاقة صداقة قوية للتنازل عن المحضر!
وللقدر مكر، وآه من مكر القدر، فبعد مرور كل هذه السنوات من واقعة تعرض ابن علاء الأسوانى لحادث سير، ورفضه وساطة كل أصدقائه للتنازل عن الدعوى القضائية، فإنه وقع اليوم فى نفس الفخ، عندما «دهست» ابنته عظام مواطن غلبان، وقررت النيابة التحقيق فى الحادث، وحفظ حق المواطن الغلبان، الذى رفض التنازل عن حقه، وهنا أقام علاء الأسوانى الدنيا، وسار خلفه كهنة الثورة، خاصة المتبرع بالملابس الداخلية لثوار التحرير، ممدوح حمزة، ودواسة «تويتر» الشهير، الذى تحول إلى «مناديل حمامات تميم»، بتسييس القضية، بمنتهى الفُجر السياسى!
ألم يدرك علاء الأسوانى أن الدنيا دوارة، وما صنعه بيده بالأمس، سيدفع تكلفته اليوم، وأن إصراره على الاستمرار فى تقاضى زميل، مصور صحفى، ارتكب حادثًا عاديًا ضد ابنه، بأنه سيأتى يوم وترتكب ابنته حادث دهس مواطن، عيانًا جهارًا، ويرفض المواطن التنازل، ويستمر فى إجراءات التقاضى؟!
أيضًا، علاء الأسوانى بارك تبرع ممدوح حمزة بالملابس الداخلية والخيام للثوار فى ميدان التحرير، وتخصيص «فيلا» فى وسط القاهرة لإقامة حركتى 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، لعقد اجتماعاتهما، وبحث كيفية إثارة الفوضى واقتحام وزارتى الداخلية والدفاع، فى الوقت الذى هاجم فيه تبرع فنانة عبقرية، معلوم عنها طوال مسيرتها الفنية ترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية، وأن أفلامها إحدى العلامات المضيئة فى تاريخ السينما المصرية، سواء فيلم «الشيماء» أو «الخرساء» أو «قنديل أم هاشم» أو «ابن النيل»، وغيرها من عشرات الأفلام!
نعم، علاء الاسوانى يعتبر تبرع ممدوح حمزة بالملابس الداخلية والخيام وتخصيص فيلته لأدعياء الثورية عملًا وطنيًا عظيم الأثر، بينما يعتبر تبرع الفنانة الكبيرة سميرة أحمد بعائدات مزاد بيع ملابسها لصندوق «تحيا مصر» رجسًا من عمل الشيطان، وبحثًا عن الشهرة، والتخلص من الكراكيب، والتطبيل بدون أجر، و«خرف» بفعل تقدم السن.. هل هناك ازدواجية معايير، وسياسة الكيل بعدة مكاييل، وخلل متعمد فى التقييم، ودهس فاضح للقيم الوطنية والأخلاقية، وانتهاك صارخ لشرف الخصومة، مثل الذى يدشنه علاء الأسوانى، كاتب سيرة الثورة غير الممنونة 25 يناير؟!
يومًا بعد يوم تتكشف حقيقة علاء الأسوانى ورفاقه المتسكعين على مقاهى وسط القاهرة، بأن مصير البلاد والعباد كان سيتحكم فيه هؤلاء، وكم تلوثت آذاننا بسماع آرائهم السمجة والمصدرة للاكتئاب وكراهية الحياة والمدججة بسلاح الدمار، وتلوثت أبصارنا بالنظر إلى هؤلاء الأدعياء المدعين، الباحثين عن مصالحهم فوق جثة البلاد والعباد.. ولك الله يا مصر!