المكان: أمريكا، وبالتحديد ولاية نيويورك، مكتب النائب العام
الزمان: نهار داخلى، ربيع عام 2015
الحدث: تقدمت أمبرا باتليانا، الموديل الإيطالية، التى تبلغ من العمر 22 عامًا ببلاغ ضد هارفى واينستاين، نجم منتجى هوليوود الحائز على الأوسكار، صاحب واحدة من أكبر شركات الإنتاج السينمائى فى العالم، والبلاغ يتهم «واينستاين» بأنه تحرش بالفتاة فى اجتماع عمل جمع بينهما، وتطورت القصة ما بين محاولات من قِبل «واينستاين» ومجموعة محاميه لإسكات الفتاة أولًا، ثم محاولة تشويه سمعتها، ودارت الحكاية فى أروقة كثيرة، ولكن ما يهمنى أن أشير إليه، أن أمبرا باتليانا، صاحبة البلاغ، تاريخها ليس تاريخًا ناصع البياض، فهى كانت من بين من شهدوا على فضيحة رئيس الوزراء بيرلسكونى أنه يقيم حفلات جنس للفتيات الصغار، وغيرها من الفضائح التى أحاطت به، أى أنه من السهل جدًا تلطيخ سمعتها، ورغم هذا فقد خرجت مظاهرات من قبل الجمعيات النسائية آنذاك ضد بوليس نيويورك، تتهمه بأنه لم يأخذ الاتهام بجدية، ربما لوضع «واينستاين» كواحد من بارونات هوليوود.. قطع..
المكان: مدينة نيويورك
الزمان: نهار داخلى، أكتوبر 2017
الحدث: تفجرت قضية «واينستاين» ثانية حين نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» المرموقة تقريرًا عن تحرشات «واينستاين»، ليس فقط بالفتاة الإيطالية، ولكن بعشرات النجمات اللائى رحن يفضحن الرجل وتجاوزاته معهن حتى على مواقع التواصل الاجتماعى، وهنا اجتمع مجلس إدارة الشركة التى يملكها وتحمل اسمه وأقالوه من منصبه، وخرجت زوجته تعلن للعالم أنها تطلب منه الطلاق، وكانت شركته بصدد عقد صفقة تزيد من سطوته فى عالم الترفيه، لكنها تبخرت بسبب الفضيحة.. الخلاصة، رجل ذو سطوة لم يجد من يدافع عنه حتى ماله أمام اتهام بالتحرش، وليس بالاغتصاب أو القتل أو التشويه، فى مجتمع الحريات الجنسية، والبكينى وشواطئ العراة.. قطع..
المكان: القاهرة
الزمان: نهار داخلى، أكتوبر عام 2015
الحدث: فتاة فى سن الثانية والعشرين تتعرض للضرب فى أحد المراكز التجارية من شاب يتحرش بها، فتذهب لتشكوه وتحكى قصتها على شاشات التليفزيون، فتتحول من «مجنى عليها» إلى «جانية»، لأن لديها صورًا بالمايوه على هاتفها وتُلوث سمعتها، ويقيمها المجتمع ما بين فتاة «أبيحة» و«وشها مكشوف»، وآخرون يتعاطفون معها، ولكنها تظل فى حيز الاتهام دومًا، مما يجعلها تغيب عن جامعتها وحياتها، أما المتحرش فقد دفع غرامة مالية كما يقال 100 جنيه، أو حتى قضى عدة أشهر فى السجن، وظل الإعلام يشير للفتاة باسم «فتاة المول».. قطع...
المكان: القاهرة، ضاحية مصر الجديدة
الزمان: نهار خارجى، أكتوبر 2017
الحدث: نفس الفتاة المعروفة بفتاة المول تخرج من إحدى الصيدليات، ينتظرها نفس المتحرش، ولكن هذه المرة ليس ليلطمها على خدها ولكن ليذبحها، فتقع ملقاة على الأسفلت تنزف، وتقف أمامها الجماهير تصورها، لتنتشر صورها مذبوحة الوجه على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى المواقع الإخبارية، ومرة أخرى يستضيفها التليفزيون، ويفتح المجال لاتصالات الجمهور الذى يوجه البعض لها التساؤل واللوم النابع من حكاية صورها بالمايوه وغيرها، والخلاصة فى مجتمع يقولون إنه متدين بطبعه، ترتفع فيه المآذن والصلبان أكثر من الهامات، ولرجالات الدين فيه سطوة، وهناك مجلس يقولون عنه إنه مجلس قومى للمرأة، كما أنه- وللمفارقة- عام المرأة.. قطع..
ما بين نيويورك والقاهرة مسافة كبيرة، وما بين هوليوود الغرب وهوليوود الشرق مسافة أكبر، فأفلامهم أكثر واقعية وأكثر إنسانية، وأكثر صدقًا واحترامًا، حتى لو حفلت بمشاهد جنسية، أما أفلامنا فأكثر كذبًا وأكثر قسوة وأقل صنعة وفُجرًًا، حتى لو وصفوها بالسينما النظيفة.