لن يكسب الإرهابيون الا الخزى والعار، وكلما سقط شهيد زاد الإصرار على الثأر، وتطهير البلاد من أقذر من أنجبت البشرية.. ما ذنب رجال الشرطة الذين استشهدوا فى حرب الواحات؟ يغتالهم إرهابيون جبناء، ليس لهم دين ولا وطن إلا الخيانة والعمالة، وودعنا شهداءنا الأبرار بالمجد والفخر، استشهدوا من أجل أن نعيش، وأن يفرشوا طريق الأمن والسلام لأبنائهم وأحفادهم، وأن تبقى بلادهم حرة وعزيزة وكريمة، رايتها مرفوعة فى السماء، وأرضها مقبرة للإرهاب.
رجال يدافعون عن بلادهم، ضد أعداء يزعمون أنهم مسلمون وهم أشد وبالا على الإسلام من الكفار.. إرهابيون لم يطلقوا رصاصة ضد عدو، ولم يوجهوا أسلحتهم ضد من يهدد أوطانهم، لكنهم يقتلون ضباطا وجنودا عاهدوا الله أن يطهروا أرضهم من دنس الإرهاب، مسلمين ويشهدون أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويصومون ويصلون، وهل يتم مسح أمخاخ الإرهابيين لدرجة العدم، حتى صاروا ذئابا متوحشة تقتل وتحرق وتسفك الدماء وتزهق الأرواح؟
لن تسلم مصر، ولن تمضى إلى المستقبل بأمان، إلا إذا تطهرت من فكر الإرهاب، فالقاتل ليس فقط من يدوس على الزناد، لكنه أيضا من يعبئ عقول الإرهابيين بأفكار ومعتقدات أخطر من الديناميت والمولوتوف والمتفجرات، فيتحولون إلى دمى قاتلة كالتى نشاهدها فى أفلام الرعب، بعد أن مُسحت عقولهم وأغشيت قلوبهم.
لا يكفى أن نواجه الإرهاب بالأسلحة التقليدية، فالعدو من أقذر أنواع السفاحين، وليس لهم رسالة إلا القتل وإراقة الدماء، ومصر فى حرب حقيقية تستوجب شحذ أسلحتها بجدية وفاعلية فى معركة تطهير العقول، وتحصين من لم يقعوا فى الشرك، والأمر يتطلب ثورة دينية، رغم أن ما يحدث لا علاقة له بأى دين سماوى، والإسلام برىء منهم، ولكن من ينزل إلى القرى والنجوع والأماكن النائية، سوف يكتشف مأساة حقيقية، حيث تنتشر أفكار التطرف والتكفير، وإنتاج مزيد من الإرهابيين، مثل الذين يقتلون شهداءنا الأبرار، ويعتقدون أن ذلك جهاد فى سبيل الله.
ندعو بالصبر والسلوان لأهالى الشهداء الذين يتسلحون بالقرآن والدعاء، رغم الحزن والألم ولوعة الفراق، فزوجات الشهداء أمهات مصريات مثل سائر أخواتنا، محجبة وبسيطة، وفى وجهها علامة الصلاة، وتقول «الحمد لله، ربنا يصبرنى»، فى مواجهة أكبر محنة يمكن أن يواجهها إنسان..
وعائلات الشهداء هم أهالينا، ويتسلحون بالقرآن دواء القلوب، وسراج العقول، وطريق الهداية.. ربنا ينزل عليكم صبرا جميلا، فقد أقسم رجالنا الأبطال على أن دماء زملائهم لن تضيع هباء.