نقولها صراحة فى كل مرة، لا سبيل لمواجهة الإرهاب سوى بالثقافة، لأنها الشىء الوحيد القادر على مواجهة أفكار التطرف والعنف، ولأن الفكر المستنير سيقدم صورة محبة للحياة وللبناء المجتمعى بديلة عن صورة الخراب التى يقدمها الإرهاب أينما حل أو أقام.. لذا أتساءل للمرة العشرين: أين مؤتمر أدباء مصر فى دورته الجديدة؟
ما الذى أصاب قصور الثقافة هذا العام؟، ولماذا لا تملك الحماس الكافى للدورة الـ32 من المؤتمر؟، ولماذا تتعامل بهدوء مع الأمر وحتى الآن لم يتم الإعلان عن المحافظة التى ستستضيف هذا الحدث الثقافى المهم رغم تأخر الوقت جدا؟ فالعام يوشك على الانتهاء، وذلك رغم المعنى الكامن خلف هذا التجمع الثقافى الذى يوحى بأن أدباء مصر قوة لا يستهان بهم.
قلت من قبل إن هذه الدورة «ومنذ بدأ التفكير فيها يوجد بها شىء غريب»، حيث يبدو أن الهيئة العامة لقصور الثقافة لا تأخذ الأمر مأخذ الجد، فأثارت من قبل فكرة توزيعه جغرافيا على أربع محافظات، وهو فى الحقيقة أمر غريب سوف يقلل من قيمة المؤتمر، وبعد هذه الأزمة التى لم يتوصلوا فيها إلى حل مع لجنة المؤتمر التى يرأسها الشاعر حازم المرسى صمتوا تماما عن الأمر ولم نسمع منهم شيئا.
عن نفسى أهتم بالمؤتمر بشكل كبير، لأننا صرنا فى زمن صعب، ويجب أن يكون دور المثقفين كبيرا وفعالا، وأن يزداد لا أن يتراجع، فالإرهاب فى كل يوم يكشف عن وجهه القبيح، ويشهر أسلحته الغادرة فى وجوهنا، ولا يصح أبدا أن نهادن أو نقلل من أنفسنا، أو نعتبر العمل الثقافى أقل أثرا من السلاح، فالثقافة حاملة الهوية، ومصر تملك هوية لا يستهان بها، لذا أقول لقصور الثقافة إياكم أن تفكروا فى إلغاء مؤتمر الأدباء أو التراجع عن فعالياته أو تقليصها أو أى شىء يوحى بالخوف من الظلام المتربص.
وهنا أطلب من الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة أن يتدخل لصالح المؤتمر، خاصة أنه يتبنى دائما فكرة مواجهة الثقافة للتطرف والإرهاب أينما كان، لذا أعتقد أنه سيوافقنى الرأى فى أن المؤتمر يجب إقامته ولا بديل عن ذلك، كما أظن أنه يتفق معى فى وجوب أن يكون فى محافظة حدودية، ويا ليت لو استطعنا أن نجعله فى سيناء، شمالها أو جنوبها، حتى نثبت نحن جماعة المثقفين أننا قادرون على قول كلمتنا فى منطقة الخطر دائما.
ولو وافقنا الكاتب حلمى النمنم فى ذلك، وأعتقد أنه سيوافق، لذا أرجو منه أن يعقد اجتماعا ثلاثيا يكون هو أحد أطرافه مع الشاعر أشرف عامر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والشاعر حازم المرسى، رئيس المؤتمر فى دورته القديمة، ويتوصلا معا إلى حلول لكل القضايا العالقة وعلى رأسها اختيار المحافظة.