كالعادة جاءت متابعة الرئيس لعدد من النماذج المشاركة فى مبادرة رواد تكنولوجيا الاتصالات بالمناطق التكنولوجية فى عدد من محافظات جمهورية مصر العربية باهتمام بالغ ، وحرص الرئيس على أن يستمع لشرح عدد من الخريجين حول مشروعاتهم ، وأكد استعداده التام لإزالة كل المعوقات التى تحول دون إقامة " مركز التميز " مهما كان تكلفته ، كما قرر الرئيس خلال كلمته فى حفل تخريج المبادرة الرئاسية لرواد تكنولوجيا المعلومات مضاعفة ميزانية المبادرة الرئاسية لرواد تكنولوجيا المعلومات إلى 400 مليون جنيه، وطالب الإعلاميين خلال حفل تخريج المشاركين فى مبادرة الرئيس لرواد تكنولوجيا الاتصالات بإلقاء الضوء على النماذج الناجحة للشباب ، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، المسئولين نحو ضرورة العمل على إطلاق برامج تهدف إلى التعرف على القدرات والعقول المتميزة فى الدولة ، من أجل الدفع بهم وإعطائهم الفرص المناسبة .
وعلى العكس من تلك الجرعة الإيجابية التى قام بتقديمها الشباب المشارك ضمن تلك الفعالية والتى تم إطلاقها فى العام 2015 وتتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنفيذها من خلال مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات من خلال 39 مسار تعلم وسجل بها 1246 متدربا وضمت حوالى 4028 دورة تدريبية مكتملة ، حاول عددا من متابعى مواقع التواصل الاجتماعى الاكتفاء بالسخرية التى تجاوزت كل الحدود المنطقية ، ووصلت إلى النيل من هؤلاء الطلاب المجتهدين .
المؤكد بالنسبة لى أن أحدا من هؤلاء القلة المندسة فى المجتمع المصرى لم يكلف نفسه عناء البحث ولو لمدة دقائق ليفهم ما هو الإنجاز الذى حققه الطلاب فى المبادرة، بل على النقيض بالغ بعض المغرضين فى توجيه الاتهامات بسرقة اختراع الروبوت .
تجدر الإشارة إلى أن تلك المبادرة تم إعدادها لتوفير منظومة تعليمية تطبيقية عالية الجودة ، مبنية على شراكة بين الجامعات المرموقة والشركات الرائدة على مستوى العالم ، معتمدة فى ذلك على منصات متميزة للتعلم الإلكترونى ، وتتكامل من خلال إتاحة مجموعات دراسية مساعدة ومحفزة وشبكات مراجعة للتقييم والمتابعة بما يؤدى ذلك كله إلى ترويج قيمة المعرفة والإبداع ، وخلق فرص عمل لشباب الخريجين ، وإعداد جيل من الشباب قادر على توظيف أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى جميع القطاعات ، لتحقيق المزيد من التنمية والإنتاجية والتنافسية .
وبكل أسف تعمدت الكثير من وسائل الإعلام إغفال كافة التفاصيل التى تخص مشروع غاية فى الأهمية ويهدف إلى إلحاقنا بركب التطور التكنولوجى الرهيب ، وتطوير مهارات طلابنا بحيث يكونوا ملمين بالجديد وقادرين على تطويع التكنولوجيا لخدمة المجتمع، وهى كلها تفاصيل جديرة بالذكر والكتابة ، ومع ذلك أغفلتها وسائل الإعلام .
يكره هؤلاء سماع أى أنباء إيجابية ، مهما بلغت ، يكرهون أن يشعر المواطنين أن شيئا ما يتحقق على الأرض وأن هذا البلد سينهض رغم أنوفهم جميعا ، وكان على وسائل الإعلام المختلفة أن تبادر إلى توضيح الحقائق والمعلومات لتقطع الطريق على المغرضين ممن أرادوا التعمية على أهمية المبادرة ، وقادوا هجوما بلا أدنى مبرر أو أخلاق وكانت النتيجة أن انهالت عشرات الآلاف من التدوينات الساخرة والسباب ، والاتهامات على رؤوس الطلاب ، بهدف النيل من الحكومة والإنجاز الذى حققته المبادرة ، وتجاهلت حقيقة أن هناك من يتربص بكل تحرك أو مشروع تقوم به الحكومة أو يشارك فيه الرئيس.
إننا مسئولون عن التغاضى عن مواجهة نشر الإحباط وقصص الفشل المختلقة والتى يحاولون من خلالها تثبيت ما يدور فى أفكارهم من خيالات بغرض تصديره للمجتمع .