الكاتب الصحفى جمال خاشقجى، البالغ من العمر 59 عامًا، يحمل من الكراهية لمصر ما تئن عن حمله الجبال، وعندما يتحدث عن مصر، فلا يتحدث بالكلمات، ولكن «يتبرز من فمه» ليشوه البلد المذكور صراحة فى جميع الكتب السماوية.
وخلال الساعات القليلة الماضية صعد خاشقجى من «تبرزه العفن» لتشويه مصر عبر شاشة قناة الـ«بى بى سى»، فى إجابته عن سؤال ما هو سبب المشكلة الخليجية المتعلقة بقيام كل من السعودية والإمارات والبحرين، بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع قطر، حيث قال نصا: «الشيخ تميم يزور القاهرة ومعه شيك بقيمة أربعة مليارات دولار والتعهد بمنع قناة الجزيرة من التحدث عن مصر، فسوف تحل المشكلة فورا»؛ موضحا أن مصر هى لُب المشكلة!!
ونقول لهذا الكائن الذى يتبرز من «فمه»: «كبرت كلمة تخرج من فاهك ومن أفواه هؤلاء الذين لا يتحدثون ولكن يتبرزون عفونة مقززة ومقرفة وتثير فى النفوس السوية الغثيان».
الكائن الإخوانى جمال خاشقجى، إذا بحثت فى سيرته الذاتية، تكتشف حقائق مذهلة تفسر لنا لماذا يكره مصر، فالرجل لاتجرى فى شرايينه الدماء العربية الحرة والأبية الخالصة، وإنما من أسرة ذات أصول تركية، لذلك فإن ولاءه الأول والأخير لأردوغان وجماعة الإخوان الإرهابية!!
ولم تكن هذه هى الحقيقة الوحيدة الصادمة، وإنما كانت تربطه علاقة قوية بزعيم ومؤسس تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، وأجرى معه عدة مقابلات إعلامية سواء قبل وقوع اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر، بتدمير برجى التجارة العالميين، أو بعده، وهو ما يفسر تبنيه للأفكار المتشددة ودعمه للجماعات والتنظيمات المتطرفة.
أيضا عمل فترة ليست بالقصيرة كمعلق ومحلل استراتيجى فى قناتى الجزيرة والـ«بى بى سى»، ومن المعلوم بالضرورة أن القناتين سخرتا جهودهما للهدم وإثارة الفوضى فى مصر، ودعم كامل لجماعة الإخوان الإرهابية وإذاعة كل ما يشوه ويثير البلبلة فى الشارع المصرى، وأن القناتين وكأنهما تتنافسان لضرب استقرار وأمن مصر، فالجزيرة أنتجت فيلما مسيئا للجيش المصرى، والـ«بى بى سى» أنتجت فيلما مسيئا للشرطة، وكأن القناتين تتسابقان فيما بينهما لإثارة البلبلة وتشويه مصر.
الغريب أيضًا أن جمال خاشقجى، يختار دولا بعينها ليهتم بتغطية الأحداث فيها، مثل تغطيته للأحداث فى أفغانستان، ومساندته ودعمه للتنظيمات المتطرفة، وتغطية الأحداث فى الجزائر عندما اندلعت فيها أكبر موجة عنف فى نهاية تسعينيات القرن الماضى، واقترب من الإسلاميين هناك.
وتفسير اختيار خاشقجى للتغطية فى مناطق الأحداث المتفجرة مثل الحرب فى أفغانستان، أنه كان مبعوثا من جهاز الاستخبارات الأمريكية، ومسئولا مباشرا برصد ما يدور على الأرض وإبلاغها أولا بأول لـ«السى أى إيه» فعمله الإعلامى فى لندن، ثم واشنطن، مكناه من الاقتراب من الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية، وهو ما يفسر عمله كمحلل ومعلق بقناة الجزيرة، التى تديرها المخابرات الأمريكية، وبدعم من الموساد، وعمله فى قناة الـ«بى بى سى»، التى تديرها المخابرات البريطانية.
الكائن الإخوانى المتعفن «جمال خاشقجى» استطاع وبقدرات خارقة أن يعمل مع أقوى جهازين استخباريين فى العالم، الـ«CIA» والـ«MI6»، وهما الجهازان اللذان يحملان كل الشرور لمصر بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، ويدعمان كل التنظيمات والجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.
هذا السرد يفسر أيضا السر الذى دفع الكائن الإخوانى العفن «خاشقجى»، إلى تأليف كتاب يحمل عنوان «ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين»، وذلك عام 2013 أى بعد اندلاع ثورات ما يطلق عليها كذبا وبهتانا، ثورات الربيع العربى، أظهر فى الكتاب انحيازا كاملا لجماعة الإخوان الإرهابية، وقال فى كتابه، إنّ انتصار الإسلام المعتدل فى تركيا مثّل طوقً نجاة للإسلام الحركى المعتدل فى مصر والعالم العربى، وتحدث عن تأثير أردوغان، وحاجة الإخوان إلى الاستفادة من تجربته.
وهنا يبرز أصله التركى، فى اتخاذ أردوغان المثل والنموذج، الذى يحتذى به فى الحكم الإسلامى، وبالتبعية تعاطفه الكامل مع جماعة الإخوان الإرهابية، ولم يستطع أن يخمد ثورة الفرح فى داخله بصعود جماعة الإخوان الإرهابية واختطاف السلطة، واعتبار ذلك نصرا وفتحا مبينا وفرصة ذهبية لابد أن يوظفها ويستثمرها الإخوان للسيطرة على مقدرات الأمور فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين، تمهيدًا لوصول شرارة الثورة إلى باقى الأوطان العربية مثل الإمارات والكويت والسعودية والجزائر، ويصبح أردوغان بن جولفدان هانم «خسيس»، خليفة المسلمين.
الكائن الإخوانى جمال خاشقجى، يفعل ما يحلو له، ولا دخل لنا به، ولكن التجاوز فى حق مصر، وإهانة شعبها، خط أحمر، وأن أى متجاوز نقطع لسانه، ونضعه فى حجمه الحقيقى، ولا يمكن الصمت على تطاول هذا المتبرز من فمه، عفونة لتشويه مصر.