جهاز حماية المستهلك أين أنتم؟

نرى يومياً وبشكل مبالغ فيه التزايد الغير متوقف لأسعار كافة السلع دون شعور بالأمان والاستقرار ولو حتى لمدة أسبوع واحد على سبيل الهدنة لالتقاط الأنفاس ! فأصبح كل منا عندما يذهب للتسوق الذى لا غنى عنه و لا مفر منه ويفاجأ كالعادة بأن الأسعار أصبحت تتراقص على أرضية مطاطية لا ثبات فيها ولا حدود تحدها ولا معايير تحكمها ! ثم بعد أن ينتهى المشوار الذى أصبح ثقيلاً مزعجاً لغالبية المصريين، يبدأ التفكير من جديد و التحسب للمرة القادمة التى ليست ببعيدة وهل ستنقضى بسلام أم أن الأسعار ستتضاعف بشكل خارج عن القدرة التى باتت غير متاحة من جديد ؟ الغريب أن موجة الغلاء التى تبعت التعويم وارتفاع سعر الدولار لم تتوقف حتى يومنا هذا على الرغم من أن سعر الدولار قد استقر منذ أكثر من عام ولم تعد هناك أسباب منطقية للجنون الذى أصاب التجار والمستوردين والمحتكرين حتى وصل إلى صغار البائعين فى أى مكان ليصيبهم بمرض جديد من نوعه تحول إلى وباء ينبغى التصدى له و القضاء عليه و هو الجشع المزمن ! فقد صادفنى مشهد يلخص حالة العشوائية التى تحكم الأسواق وانعدام الرقابة التام ويؤكد أن سعر السلعة لم يتغير لأسباب منطقية كما يدَعون وإنما لسبب واحد فقط هو الجشع و انعدام السيطرة، ففى إحدى الأسواق بإحدى المناطق بالسادس من أكتوبر كان أحد تجار الخضراوات والفاكهة يقوم بعمل عرض مغر على الأسعار كل يوم جمعة بعد الصلاة مباشرة و يستفز بالطبع من حوله من محال أخرى ليضربها فى مقتل . ثم بعد أن أعدوا له العدة و قرروا إعلان الحرب عليه قام أحد التجار الذى يحتل المكانة الأولى فى المبالغة و الغلاء بضرب خطة منافسه التى نجحت على مدار شهور كل يوم جمعه وسبقه بيوم ليضربه ضربه قاضية ويعلن عن العروض غير المسبوقة مساء الخميس وبأسعار غير متوقعة !! أظن أن هذا المشهد المعبر على غرار فيلم سوق الخضار قد لخص الوضع و شرحه بالتفاصيل الكاملة لأولى الألباب . فقد حصل هؤلاء التجار الجشعين المتاجرين بحاجة الناس على مساحة شاسعة من الحرية للتلاعب والابتزاز والمبالغة فى المكسب دون أدنى خوف من رقابة أو غيره ! فهل يخسر التاجر الذى كان يقدم العرض الأسبوعى كل يوم جمعة ؟ وهل خسر الآخر الذى أفسد خطة الأول و فاجئه بعرض الخميس ؟ نعم أعزائى المواطنين : لم يخسر هذا ولا ذاك، بل كسب كلاهما مكسباً كبيراً وأكدا لنا جميعاً أن أسعار الخضروات و الفاكهة على حقيقتها وبهامش ربحها الذى يرضى الله لا تزيد عن ربع ما يبيعون به ! وما نشب بينهم من نزاع و تحدى وضرب بعضهم البعض قد وقع بهم فى شرور أعمالهم ليؤكد لنا أنهم يتلاعبون بنا حسب أهوائهم وما يكتبونه على السلعة من سعر ما هو إلا دليل إدانة يجب أن يحاسب عليها القانون ! أما عن جشع النفوس : فلا طاقة لنا به و لن نستطيع إصلاحه، ولكننا الآن نحتاج إلى من يحمينا منه و بقوة القانون، فأين جهاز حماية المستهلك المنوط به القيام بتلك المهمة ؟ فيا جهاز حماية المستهلك : عليك القيام بواجبك وإنجاز مهمتك والتى هى حماية المستهلك .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;