ليس أسوأ من وعد بلفور، إلا تصريح رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى بأن هذا الوعد «التزاما من بريطانيا العظمى لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، قالتها بفخر يليق بالوقاحة الإنجليزية التى ندفع ثمنها منذ 100 عام لم ينس فيها أى مسؤول بريطانى كيف أن الإمبراطورية العظمى غابت عنها الشمس فى المنطقة العربية بإذلال ومهانة، سببتهما حركات التحرر وتغير موازين القوى فى العالم، فلم يجدوا ما يشفى غليلهم سوى التباهى بالورم البغيض الذى زرعوه فى قلب بلاد العرب، ونحن على قدر خيبتنا فى إعادة الحق لأصحابه، فشلنا فى كسب الرأى العام الغربى لقضيتنا، ففى لندن نفسها لا يجد المواطن البريطانى مبررًا لتصديق مظالمنا، لأن أبرز من لجأوا لمدينة الضباب من العرب، إما سارق هرب بغنيمته، أو متطرف يتوارى خلف ذريعة الاضطهاد لآرائه المعارضة، شيئًا فشيئًا تفقد قضية فلسطين جزءًا من قوتها لأن خلفها محامون فشلة، يبحثون عن العدل عند قاضٍ يرقص على دماء ضحيته بمنتهى الوقاحة.