وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، كان قد أعلن أوائل شهر سبتمبر أن شركات الطيران الروسية يمكن أن تستأنف رحلاتها الجوية إلى مصر فى غضون شهر، عقب توقيع المرسوم الخاص بهذا الشأن.
وقال سوكولوف حرفيا، فى تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية: «لا أعتقد أن عملية استئناف الرحلات الجوية مع مصر ستكون طويلة جدا، فخلال شهر واحد، يمكن لشركات الخطوط الجوية الروسية حل هذه المهمة».
الآن مر شهران على تصريحات سوكولوف، وجاء الخبراء الروس وتفقدوا المطارات، وعادوا ولم يصدر القرار الروسى باستئناف رحلات الطيران، وخرج علينا سوكولوف بتصريح جديد مراوغ يقول فيه: إن خبراء أمن المطارات والطيران الروس لم يتلقوا دعوة جديدة لتفقد مطارات القاهرة والغردقة وشرم الشيخ لإتمام إجراءات عودة الرحلات من وإلى القاهرة، وأنهم مستعدون لتفقد المطارات فور وصول الدعوة.
سوكولوف نفسه أعلن فى وقت سابق أنه سلم حكومة بلاده آخر التقارير التى تفيد بوجود أحدث الأجهزة التكنولوجية لضمان الأمن فى المطارات، وتطبيق الضوابط الموجودة فى المطارات الروسية والعالمية، وأن هناك خطة متدرجة لاستئناف الرحلات، بدءًا من مطار القاهرة وصولا إلى كل المطارات الأخرى وضمنها مطار شرم الشيخ.
هل هناك ملاحظات جوهرية لخبراء أمن المطارات الروس على المطارات المصرية؟ إذا كان لديهم مثل هذه الملاحظات فليعلنوها، خاصة أن كل زيارة للخبراء الروس يعقبها تصريحات روسية وردية عن المستوى الممتاز للأمن والإجراءات المتبعة فى مطاراتنا، كما أن مطاراتنا تفتح أبوابها أمام خبراء أمن المطارات من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكل الدول الأخرى لمعرفة مدى التزام مطاراتنا بالقواعد والاشتراطات الدولية ودائما ما تنال مطاراتنا الإشادة بمستوى الأداء والتأمين من خبراء الطيران على اختلاف جنسياتهم.
ما يزيد الموقف الروسى غموضا، تأكيدات ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسى والمبعوث الشخصى لبوتين للشرق الأوسط، أنه جرى استكمال إجراءات عودة الرحلات الروسية إلى مصر، وأن الحكومتين الروسية والمصرية حريصتان على إتمام إجراءات عودة الرحلات فى أقرب وقت.
من نصدق إذن، سوكولوف أم بوجدانوف؟ وما حقيقة الموقف الروسى من هذه القضية؟ وهل هناك ارتباط شرطى بين عودة الرحلات الروسية إلى القاهرة واستئناف الرحلات من القاهرة لموسكو، وبين التوقيع على اتفاقيات وعقود إنشاء المحطة النووية لإنتاج الكهرباء بمنطقة الضبعة؟