الأكاذيب مهما استمرت عمرها قصير، وهاهى كذبة مسؤولية السلطات المصرية عن مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى تتبدد وتكشف صانعيها هناك فى جامعة كامبريدج البريطانية وتحديدا الإخوانية مها عزام وعناصر الجماعة الإرهابية المرتبطين بعلاقات وثيقة مع أجهزة المخابرات البريطانية.
أصبح واضحا لدى أجهزة التحقيق الإيطالية أن صناع الكذبة الرائجة عن مسؤولية السلطات المصرية عن مقتل ريجينى موجودون فى إنجلترا وتحديدا فى جامعة كامبريدج وفى دوائر جماعة الإخوان وأن هذه الكذبة تم تصميمها لإفساد العلاقات المصرية الإيطالية بعدما وصلت لمرحلة الازدهار عقب إعلان اكتشاف حقل ظهر العملاق للغاز، وبالتالى إذا كان صناع الكذبة ومصمموها يريدون تحقيق هدفهم فليس هناك أفضل من عملية قتل وحشية لباحث إيطالى فى مصر بعد تكليفه بمهمة علمية محددة وربطه بمجموعة من الشخصيات المصرية لتبدو الجريمة وكأنها استهداف من الشرطة المصرية للرعايا الأجانب على أراضيها.
الشرطة الإيطالية تركز بحثها الآن على الإخوانية مها عزام وعلاقاتها بعناصر الإخوان فى لندن والقاهرة ومن خلال كشف تفاصيل هذه العلاقات المتشعبة وموقع ريجينى منها يمكن تحديد تفاصيل مهمة الباحث فى مصر وجميع الشخصيات التى التقاها خاصة خلال الأيام الأخيرة التى سبقت مقتله.
وعلى عكس التعاون الكامل الذى تبديه السلطات المصرية وتوفير جميع المستندات والأدلة وعناصر البحث المساعدة التى يطلبها الادعاء وجهات التحقيق الإيطالية، ترفض السلطات البريطانية التعاون على أى مستوى مع جهات التحقيق، كما تتهرب مها عزام باستمرار من أية أسئلة مباشرة أو غير مباشرة وتحتمى بأمرين أولهما جنسيتها البريطانية وثانيهما تعاونها وقيامها بمهام استخباراتية لصالح بريطانيا.
لكن الصحف الإيطالية لم تصمت وبدأت فى شن حملة واسعة ضد الصلف البريطانى وتجاهلها المطالب الإيطالية المستمرة بالاستماع لأقوال مها عزام والأساتذة الذين كانوا يشرفون معها على أبحاث ريجينى ويوجهون تحركاته فى مصر ويصلونه بالشخصيات المصرية التى تساعده فى بحثه وأغلبهم من أعضاء جماعة الإخوان، رشحتهم له مشرفته مها عزام وطالبته بالتعاون معهم.
ضغوط الصحافة الإيطالية ونجاحها فى كشف ارتباط مها عزام بالإخوان وبالمخابرات البريطانية، أعطى الحادث البعد الغائب الذى كان يثير تساؤلات جهات التحقيق حول مقتل ريجينى، وبدأت تتكشف أبعاد الجريمة السياسية التى جرى تصميمها بعناية فى لندن وتنفيذها فى مصر لإفساد العلاقة بين القاهرة وروما، الأمر الذى دفع النيابة الإيطالية مؤخرا لإصدار مذكرة توقيف دولية للإخوانية مها عزام.
الأمور لم تتوقف عند إصدار النيابة الإيطالية مذكرة توقيف دولية بحق مها عزام الإخوانية، بل بدأ مسؤولون إيطاليون كانوا فى السلطة وقت حدوث الجريمة يوجهون أصابع الاتهام مباشرة إلى الإخوان والاستخبارات البريطانية، كما اتهم ماتيو رينزى رئيس وزراء إيطاليا السابق مها عزام بأنها تخفى الكثير حول مقتل ريجينى، كما أصبح كبار المحللين بالصحف يكتبون باستفاضة حول مسؤولية الاستخبارات البريطانية عن مقتل الشاب الإيطالى بهدف الوقيعة بين القاهرة وروما.وإن غدا لناظره لقريب.