الخطر القادم من الغرب


أؤكد أن قوى غربية وعربية متآمرة ، قد نجحت وبامتياز فى التعاون مع التنظيمات المتطرفة باسم (الإسلام) فى بناء كيان إرهابى ضخم يصعب القضاء عليه داخل الأراضى الليبية، بعد أن حولوا بلد المختار إلى أنقاض دولة، تحكمها ميليشيات متطرفة هدفها الأول والأخير العبور لنشر الإرهاب فى مصر.

فعلى الرغم من العلم التام لدول الناتو، أن الثورة على نظام القذافى قد حركها وتزعمها تنظيمات إسلامية متطرفة فى الشرق الليبى، إلا أن الحلف تدخل بدعم من دول عربية، وتحت زعم (الديمقراطية) لإنشاء كيانات متطرفة تهدد كل دول المنطقة، وخاصة (مصر) بعد أن أغرقت ليبيا عبر مطار بنغازى، بملايين الأطنان من الأسلحة، التى دخلت البلاد فى صورة معونات إنسانية، لدرجه أنهم جعلوا الأطفال يلهون بالسلاح من كثرته فى كل شوارع ليبيا.

وهى حقائق شاهدتها على أرض الواقع من خلال مغامرة قمت بها عام 2012 إلى ليبيا، مروراً بتونس العاصمة، عبر ميناء رأس جدير على الحدود الليبيه التونسية، فى مهمة صحفية غير محسوبة العواقب، خلال دك الناتو للأرضى الليبية، حيث استطعت خلالها أن أرصد كم السلاح والتطرف الذى يهدد مصر فى حالة سقوط الدولة الليبية، وهو ما حدث بالفعل.

ورغم أننى حذرت من الخطر القادم إلى مصر فى ذلك الحين، إلا أن الجميع بدأ يستشعر ذلك عقب سقوط نظام القذافى، وبث عدد من أجهزة الإعلام لفيديو لميليشيا أطلقت على نفسها اسم "الجيش المصرى الحر" يرفعون رايات تنظيم القاعدة ،فى منطقة (ميدان الصحابة) بمدينة درنا الواقعة بين مدينتى السلوم المصرية وبنغازى الليبى.

فى الوقت الذى بدأت فيه تلك المليشيات تتنامى وتجمعت تحت شعارات مختلفة، فى مناطق(درنة ومصراته والزاوية وسرت) لتحوى آلاف العناصر المتطرفة من الجهاديين والتكفيريين وأعضاء تنظيم القاعدة، وأغلبهم يحملون جنسيات ليبيه ومصرية وسورية وخليجية، إلى جانب عدد من الأتراك والشيشانيين والصوماليين، وعدد من الجنسيات الغربية، إلا أنهم جميعا من العائدين من سوريا وأفغانستان والعراق، وقاموا بتجميع أنفسهم للتدريب تحت مسميات مختلفة داخل عدد من المعسكرات تحمل أسماء (الهيشة، وخليج البردى، والفتايح فى درنه، ومعسكر سبراطة بالقرب من مدينة الزاوية، ومعسكر صحراء زمزم بالقرب من مدينة مصراتة).

ورغم مرور نحو 5 سنوات على سقوط نظام القذافى، إلا أننى أؤكد، أنه مازال لا وجود للكيان الحقيقى المتعارف علية للدولة فى ليبيا حتى الآن، وأن المسيطر والمهيمن على الأرض ـ رغم تشكيل الحكومة ـ ليس الحكومة المركزية أو البرلمان، ولكن مجموعة من الكيانات والميليشيات المسلحة جعلت لا وجود للمفاصل الحقيقة للدولة.

بدليل، ما تم تسريبه عن الزيارة التى قام بها (أنس التكريتى) أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان لمعسكرات تلك الميليشيات فى ليبيا فى مارس قبل الماضي، وتفاصيل الاجتماع الذى عقد بين قيادات هؤلاء المتطرفين ومسئولين أمنيين من دولة كبرى فى المنطقة، والذى تم فى منطقة (الخليج البردى) بدرنه، والذى تم خلاله الاتفاق على دعم تلك الدولة للميليشيات.

كذلك الكشف عن الزيارة التى قام بها القيادى بالقاعدة (عبد الحكيم بلحاج) إلى السودان فى أوائل مايو قبل الماضى، للاتفاق على تفاصيل نقل مئات الأطنان من الأسلحة التى مولتها قطر، لصالح المتطرفين فى ليبيا، وهى العملية التى تمت بعد عودة بلحاج إلى طرابلس بـ 48 ساعة، حيث تم نقل مئات الأطنان من الأسلحة من السودان الى قاعدة (معتيقه) فى الوقت الذى يعلم فيه الجميع أن بلحاج مازال المسيطر بميليشياته على مقاليد الحكم فى طرابلس، ومازال يحتل موقع الحاكم العسكرى للعاصمة الليبية إلى جانب وجود مستشار زعيم القاعد (عبد الباسط عزوز) فى الشرق الليبى، والذى سبق أن أرسله الظواهرى ـ فى وجود بن لادن ـ إلى ليبيا فى عام 2001 خلال حكم القذافى، لتأسيس خلايا للقاعدة هناك، إلا انه هرب إلى بريطانيا بعد ملاحقته أمنيًا، وبعد سقوط القذافى كلفه الظواهرى بالإشراف على معسكرات القاعدة فى سرت وبنغازى ودرنة، حيث قام بالفعل بتأسيس ما يسمى بـ (جيش الإسلام الحر) الذى يستهدف مصر فى المقام الاول.

إلى جانب وجود الليبى (إسماعيل الصلابى) أبرز قيادات تنظيم القاعدة ايضا فى الشرق الليبى، ويعد مسئول مخابرات الإخوان بليبيا، وسبق أن زار القاهرة فى عهد مرسى عدة مرات، وأقام فى أشهر فنادق القاهرة على تفقه خيرت الشاطر، وتولى ايضا تكوين مليشيا متطرفة تستهدف مصر، حيث يتولى زعامة كتيبة (رأف الله السحاتى) التى تعد أقوى الميليشيات فى شرق ليبيا، وتولى بموافقة ضمنية من الحكومة المركزية مسئولية الأمن فى تلك المنطقة بعد الإطاحة بالقذافى، ويمتلك ترسانات من الأسلحة وسجونًا يحتجز فيها معارضيه، ورغم ذلك تم إيفاده ضمن الوفد الرسمى الليبى مع رئيس المجلس الانتقالى الليبى الأسبق (مصطفى عبد الجليل) إلى اجتماعات حلف شمال الأطلسى فى الدوحة.

هذا بالطبع إلى وجود الآلاف من المتطرفين المصريين الذين يشاركون تلك المليشيات التخطيط والتدريب، وأهمهم (ثروت صلاح شحاتة) الذى يعد أحد أهم وأخطر الأسماء المحركة والمؤسسة للكيانات المتطرف ضد مصر فى ليبيا، والذى وأحد القيادات البارزة بالجماعات التكفيرية و تنظيم الجهاد المصرى، والذى يصفه البعض بأنه الأخطر على الإطلاق بعد الظواهرى، والذى تمكن الأمن المصرى من اعتقاله فى مدينة العاشر من رمضان، بعد دخول مصر باسم مستعار.
أؤكد أن الثابت والمؤكد أن هناك خطر يتهدد مصر من الغرب، وإن هذا الخطر يتنامى ويتعاظم فى ظل الكيان الهش للدولة الليبيه، وسيطرة الميليشيات المتطرفة التى صنعتها قوى غربية وعربية، تستهدف مصر، وتسعى لتهديد أمنها القومى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;