فى المعركة المتجددة حول التماثيل العارية، تتجلى عدة حقائق، أشدها خطرًا أن المواطن العادى لا يشغله هذا الجدل مادام لن يضره كونها «قلة أدب» أو تفيده إذا كانت فنًا راقيًا، وينتهى هذا الجدال دائمًا بشكل مفاجئ كأنه لم يبدأ من الأصل، وما يقلق أكثر هو الطريقة التى يعبر الطرفان بها عن أفكارهما، فبعض الذين يتحفظون على هذا النوع من الفن، باعتباره تفحشًا يتهمون أصحابه بالتخنث وقلة الدين، وهى تهم لا تليق ولا تقل فحشًا عن التعرى، وفى المقابل يتخذ المثقفون وسائل دفاعية حادة تحصر الرافضين فى مربع الشهوة والاستثارة من التعرى، وبالتالى تحرجهم حتى لا يضطروا للدفاع عن تهمة كهذه، أنا واحد من الناس الذين تؤذى أبصارهم فجاجة بعض التماثيل، وأعتبر اختلافى معها ثقافيًا واجتماعيًا، لا يقلل من قيمة المدافعين عنها، لأن اختلاف الثقافات لا يجب أن ينتهى بالتكفير أو الاحتقار.