كتبت عددا من المقالات، جميعها نشرت هنا فى هذه المساحة المخصصة لنا، أكدنا فيها أن الفريق أحمد شفيق سيخوض الانتخابات الرئاسية 2018، نزولا على رغبة ممدوح حمزة «الهارب حاليا» خارج البلاد، عقب القبض على استشاريين، يعملان فى مكتبه الهندسى، ومحبوسين على ذمة التحقيقات، وبناء أيضا على نصيحة بائع التويتات المتجول، ودواسة تويتر الشهير، حازم عبدالعظيم!!
المقال الأول الذى آثار غضب دراويش ومريدى أحمد شفيق، وخرجوا فى ثورة عارمة ضدى، ينددون مما ورد فيه عن قرار الفريق ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية 2018، بعد اتصالات بجبهة الخراب والدمار والعواطلية، بقيادة ممدوح حمزة وحمدين صباحى وعبدالجليل مصطفى وغيرهم من أبطال موقعة «فيرمونت» الشهيرة، الذين هددوا بحرق مصر فى حالة نجاحه فى انتخابات 2012، وموافقة «شفيق» على خوض الانتخابات المقبلة، على أن يحدد إعلان قراره بنفسه فى الوقت المناسب!!
المقال منشور بتاريخ 26 أكتوبر الماضى، بعنوان «الفريق أحمد شفيق «مسح» تاريخه «بأستيكة» النكرة سياسيا حازم عبدالعظيم!»، أكدت فيه أنه وبعد مرور ما يقرب من 5 سنوات من هروب أحمد شفيق، تحت زعم تأدية العمرة، والحقيقة أنه هرب خوفا من تنكيل الإخوان به، فوجئنا بجبهة العواطلية بقيادة صباحى وممدوح حمزة ودواسة تويتر، يضعون خطة إعادة سيناريو العبث طوال السنوات الماضية، تحت شعارات بالية، وبعد اجتماعاتهم السرية لمناقشة كيفية الإطاحة بنظام السيسى، اختلفوا كثيرًا فى تحديد البديل، واعترفوا بأنه لا يوجد شخص من بينهم يمكنه منافسة الرجل فى الانتخابات المقبلة، ورفضوا تلميحات صباحى بأنه سيخوض الانتخابات، إدراكا منهم أنه لن يحصل على أصوات الجبهة العاطلة نفسها.
وأكدت أن دواسة تويتر الشهير، والمشتاق لمنصب وزير الاتصالات، حازم عبدالعظيم، طرح اسم الفريق أحمد شفيق لخوض الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، مبررا اختيار من كان عدوا لدودا بالأمس، ليكون صديقا وشريك اليوم، لعدة أسباب، أولها أن شفيق يتمتع نسبيا بشعبية بين أبناء مبارك، ودعم جبهة العواطلية، وقدرته على إقناع عدد من رفقاء سلاحه بتأييده، وهو ما يعد فتنة مطلوبة، بالإضافة للعامل الأهم وهو تقدمه فى السن، الأمر الذى سيمكن الجبهة من السيطرة عليه تماما، وتوجيه قراراته لتصب فى مصلحتهم، ويتحول تدريجيا إلى ديكور، ويسيطرون هم على كل مقدرات البلاد!!
وعقب نشر المقال، خرج دراويش ومريدى شفيق فى حملة ضروس ضدى، مؤكدين أن الفريق لن يضع يده فى يد هؤلاء النكسجية، وأنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإننا نترصده ونسىء له ولتاريخه.
وخلال الساعات القليلة الماضية، خرج بيان رسمى من حزب شفيق «الحركة الوطنية» يعلن فيه أن الفريق أحمد شفيق سيخوض الانتخابات الرئاسية 2018، نزولا على رغبة أعضاء الحزب.
مصادر داخل الحزب المنقسم على نفسه إلى عدة فرق، أكدت أن القرار اتخذ بشكل مفاجئ، وهناك خطة لعقد مؤتمر جماهيرى فى نهاية ديسمبر المقبل لإعلان دعم ترشح شفيق، ثم يعلن الفريق أنه سيقبل ترشح الحزب له لخوض الانتخابات الرئاسية، نزولا عن رغبة أعضاء الحزب، وهى خطة لإزاحة الحرج عنه.
ونسأل هنا، ما رأى دراويش الفريق أحمد شفيق فى قرار ترشيحه لخوض الانتخابات؟ وهل ما ذكرناه مرارا وتكرارا فى هذه المساحة عن أن الرجل سيخوض الانتخابات الرئاسية، بناء على طلب من جبهة العواطلية، صحيحا؟ وما رأيهم فى قرار الترشح رسميا؟
الحقيقة، لم يكن إعلان حزب الحركة الوطنية عن ترشيح شفيق لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا خطة ساذجة، ولا تنطلى على طفل صغير، لعدة أسباب جوهرية، منها أن الحزب، ما هو إلا حزب ورقى وهمى، ليس له أى وجود فى أى شارع فى أى حارة صغيرة، وأن وجوده مثل مائة حزب آخرين، سوى لشرعنة قرارات مؤيدة أو معارضة فى بيانات ورقية، بجانب أن القرار اتخذ بناء على تعليمات شفيق نفسه، الذى يدير الحزب من الخارج، والدليل حالة الانشقاقات الكبيرة فى صفوف الحزب وتقديم العشرات استقالاتهم اعتراضا على القرار.
والسؤال الضرورى، كيف يقبل شفيق أن يخوض الانتخابات الرئاسية ويضع يده فى يد أبطال موقعة «فيرمونت» الشهيرة التى هددت بحرق مصر فى حالة نجاحه وسقوط المعزول محمد مرسى؟! وهل يستطيع من هرب خوفا ورعبا من جماعة الإخوان عام 2013، أن يواجههم فى حالة فوزه فى الانتخابات المقبلة؟
وهل من المنطق أن هاربا منذ 5 سنوات كاملة تحت زعم أنه سيؤدى العمرة، يمكن له أن يخوض الانتخابات من الخارج؟ وهل مقعد رئاسة مصر أصبح «سداح مداح» وغنيمة للعواطلية والهاربين وداعمى الجماعات والتنظيمات والحركات الإرهابية والفوضوية؟
بالفعل نقولها من جديد إن الفريق أحمد شفيق قرر أن «يمسح» تاريخه «بأستيكة» النكرة سياسيا حازم عبدالعظيم، وجبهة العواطلية، وأبطال موقعة فيرمونت الشهيرة الذين دشنوا مصطلح «ما بيننا وبين شفيق دم»!!
ولك الله يا مصر.