قلنا مرارا وتكرارا إن الكائنات الإخوانية لا تعترف بالأوطان ولا بالقيم الأخلاقية ولا بالخصومة الشريفة، وإن آلية انتشارهم فى مختلف دول العالم مع انغلاقهم على أنفسهم فى هذه الدول تجعل منهم مجموعات وظيفية أشبه باليهود فى النصف الأول من القرن العشرين، فإذا كانت فلسطين هى أرض المعاد بالنسبة ليهود القرن العشرين فإن أستاذية العالم هى أرض المعاد الجديدة للإخوان، بما يعنى سيطرتهم على كل الدول التى يوجدون فيها بدءا من الدول العربية والاسلامية وانتهاء بالدول الكبرى.
وإذا كان الإخوان يعقدون الصفقات مع بعض الدول العربية ليشاركوا فى الحكم حاليا، فإنهم لا يتورعون عن شن الحروب على الدول الأخرى التى تلفظهم وتكشف إرهابهم وتفضح مشروعهم الماسونى المرتبط بالمخابرات البريطانية من لحظة الإشهار وحتى الآن، وفى مقدمة الدول التى يحاربونها بالطبع الدولة المصرية التى أوقفت مشروع صعودهم لحكم المنطقة من المحيط إلى الخليج على الدبابات الأمريكية ووفق المشروع الجهنمى للفوضى الخلاقة الذى تبناه المحروق باراك أوباما.
وتستهدف الحرب الإخوانية الممتدة ضد الدولة المصرية، الاقتصاد على وجه الخصوص، فهم يعرفون جيدا أن الدولة تكافح للخروج من اقتصاد عشوائى مترهل إلى اقتصاد تنموى يتأسس على إصلاح العجز الهيكلى للموازنة مع زيادة الإنتاج المحلى، ووقف الاستيراد السفيه وزيادة الصادرات المصرية فى مختلف المجالات، مع تدعيم مصادر الدخل التقليدية من العملات الصعبة، وهى السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين العاملين فى الخارج.
وستلاحظون أن حرب جماعة الإخوان الإرهابية التى تعتمد على الشائعات ونشر الأخبار والتقارير المفبركة غرضها دائما استهداف قطاعات الدولة الناجحة والمنتجة، ولكم أن تتمعنوا فى الحملات المشبوهة ضد الصادرات المصرية من الخضر والفاكهة، ستلاحظون فى ما عرف بحرب الفراولة المصرية بأمريكا أو حرب الخضروات إلى دول الخليج أن منشأ الحرب شائعة على مواقع التواصل الاجتماعى أو تقرير مفبرك بالفوتوشوب ضد الصادرات المصرية، يحذر من فسادها وعدم مطابقتها للمواصفات، وكأن الدول المستوردة ليس لديها اشتراطات صحية وبيئية تتعلق بالمنتجات الغذائية المستوردة، وكأن المنتجات المصرية لا تدخل الدول الأوربية منذ سنوات طويلة والشركات المصدرة مشهود لها بالجودة.
لكن كتائب حرب الإخوان لا تكل ولا تمل وهى تراهن على حالة الفزع التى يمكن أن تصيب المستهلك المستخدم لمواقع التواصل، كما تراهن على حالة الخلط فى وسائل الإعلام بين المعلومات الإخبارية الموثقة وبين شائعات فيس بوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل، وعندما تحدث تلك الحالة فى بلد عربى يستورد المنتجات المصرية فإنه يبادر باتخاذ اجراءات احترازية مؤقتة، ويشدد على الضوابط الصحية وهذا من حقه طبعا، لكن كتائب الجماعة الإرهابية تتلقف تلك الإجراءات وتضخمها وتنشر الأخبار الموجهة فى وكالات الأنباء وحتى عندما تراجع الدول إجراءاتها المؤقتة، وتشهد للمنتجات المصرية بالجودة والسلامة، تلجأ تلك الكتائب إلى فبركة الأخبار عن قرارات مريبة سمحت بدخول منتجات غذائية مصرية غير مطابقة! وهكذا تستمر حملة الشائعات والكراهية التى تلخص منهج الحرب على الدولة المصرية.