يريد الإرهابيون من عملية خسيسة كهذه هدفين رئيسيين: الأول أن يفقد المصريون الأمل ويصبحوا محبطين ومنهزمين، وهو ما يبرره العدد الكبير من الضحايا، والهدف الثانى للعملية أن نبدأ فورًا فى جلد الذات وتبادل الاتهامات فيما بيننا، حول من المسؤول عن هذه الكارثة، وهذا ما أراده كفار داعش من استهداف مسجد فى صلاة الجمعة، لأنهم يعرفون جيدًا أن بيننا بعض ضعاف العقول سيتركون الفاعل الحقيقى وينطلقون فى اتهام شخص أو نظام أو وزارة، وللإنصاف، فإن مذبحة مثل هذه لا تستطيع أن تتحدث عن خلل أمنى أو سوء تقدير، مادام لم يخرج مسؤول ويقول: إن حربنا على الإرهاب قد انتهت، وحان الوقت لنستريح ونحتفل بالنصر، فالحرب مازالت دائرة على أشدها، وجزء من تكلفتها هذا الحداد الذى نعيشه ولا نريد له أن يصبح عادة، لأن أمورًا كثيرة فى مستقبل هذا البلد تتوقف على كونه صلبا وشامخا لا يستسلم للحزن.. رحم الله الشهداء وألهمنا الصبر والسلوان.