من الأهمية التذكير بالضوابط التى أقرتها الهيئة الوطنية للصحافة، التى أتشرف برئاستها، لقواعد النشر فى الحوادث الإرهابية، وأهمها:
أولًا: الالتزام بالمعايير الدولية فيما يتعلق بتغطية حوادث العنف والإرهاب، وفى صدارتها عدم الإسراف فى نشر صور الضحايا، حفاظًا على مشاعر ذويهم، وتفاديًا لنتائج سلبية يستهدفها الإرهابيون بنشر الخوف والذعر، ومعالجة هذه الحوادث فى حجمها الطبيعى دون تهويل أو تهوين، وتنمية الشعور بأن أمن المجتمع هو أمن المواطن فى الأساس.
ثانيًا: عدم الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك نموذجًا» كمصادر للنشر، بعد أن أصبحت فضاء خصبًا تتسلل إليه التنظيمات والجماعات الإرهابية لعولمة أنشطتها الدامية، والتسويق لأيديولوجياتها التى تستهدف نشر الرعب والخوف بين المواطنين، ولإفشال ما يسعى إليه الإرهاب من الوصول إلى عقول المواطنين والرأى العام العالمى والمحلى، وترشيد معالجات وسائل الإعلام التى تهتم بتضخيم الأعمال الإرهابية، انطلاقًا من مقولة الحق فى المعرفة.
ثالثًا: الدعوة إلى إنشاء مرصد وطنى لمتابعة قضايا الإرهاب فى وسائل الإعلام، يتولى رصد وتحليل المعالجات الإعلامية لقضايا التطرف والعنف والإرهاب بجميع أشكاله وصوره، ويصدر تقارير استراتيجية دورية، تقدم معلومات موثقة لكشف الإرهاب الذى يروع حياة الآمنين، ويسىء إلى صورة الإسلام وقيمه ومثله العليا، وأن يكون حلقة وصل دائمة لدحض الشائعات والدعاية الكاذبة أولًا بأول.
رابعًا: قيام الصحافة بدورها يرتبط بما تقدمه لها الأجهزة الأمنية من معلومات وحقائق، بحيث تتولى الأجهزة الإعلامية إخراجها بشكل مناسب وتقدمها للجمهور، ليكون متابعًا للجرائم التى تمس أمنه واستقرار أسرته ومستقبل وطنه، مع التزام وسائل الإعلام بألا تعتبر هذه التنظيمات مصدرًا للأخبار الخاصة بالأحداث الإرهابية، أو بث ما يظهر قوتها فى إثارة الفزع والرعب والبلبلة.
خامسًا: التركيز على بطولات أبناء القوات المسلحة والشرطة وتضحياتهم، وأعمالهم التى سيخلدها التاريخ، عوضًا عن ثقافة الجنازات التى يحاول الفكر المتطرف استثمارها فى ضرب الروح المعنوية للمواطنين، فوراء كل شهيد قصة بطولة وفداء وتضحية تستوجب تسليط الأضواء عليها، وتقديمها نموذجًا إيجابيًا للمجتمع، تحفيزًا للهمم والعزائم، خصوصًا بين أجيال الشباب الباحثين عن مثل أعلى يحتذون به، وتحقيرًا للأعمال الإرهابية الدنيئة.
سادسًا: تعظيم دور الأزهر الشريف فى نشر قيم الأديان السماوية التى تنبذ العنف والإرهاب، وإيصال هذه الرسالة للجمهور، والدعوة إلى فتح قنوات اتصال دائمة بين المؤسسة الدينية الرسمية والصحافة، والحرص على اللقاءات الدورية، ومناشدة الأزهر اعتماد مجموعة من علمائه الأفاضل للتحدث فى وسائل الإعلام، ومنع محترفى التحريض والإساءة من تعكير صفو الرأى العام، إعمالًا للمادة السابعة من الدستور التى تقضى بأن الأزهر دون غيره هو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشؤون الإسلامية، ويتولى مسؤولية الدعوة..
وللحديث بقية...