سعدت للغاية بما قرأته أمس، عن قيام وزارة الموارد المائية والرى وبالتنسيق مع شرطة المسطحات المائية فى إزالة التعديات الخاصة بنادى الزمالك النهرى على كورنيش النيل فى منطقة العجوزة، إثر قيام النادى بالردم فى مجرى نهر النيل بطول 70 متراً وعرض 1 متر بالمخالفة لطبيعة الأعمال المحددة للنادى فى الرخصة الصادرة له من الوزارة فى شهر مايو الماضى.
وسر سعادتى يكمن فى التوجه الجديد لأجهزة الدولة الذى طال انتظارنا له على مدى عدة عقود بعدم الخضوع لأى ابتزاز أو حملات إعلامية تستهدف تقنين الأوضاع الخاطئة فى التعدى على ممتلكات الدولة مهما بلغت ضراوة هذه الحملات، وأياً كانت شهرة وأهمية الجهة التى تقف وراءها، مثل محاولة الإيحاء بأن إزالة هذه التعديات من شأنه أن يحدث صداماً ما بين أجهزة الدولة وبين جمهور نادى الزمالك العريق، وكأن هذا الجمهور الواعى المحترم يرضيه أن يزج باسمه فى تبرير التعدى على هذا الشريان الحيوى الذى يمثل نبض الحياة لجموع المصريين، وكل ما أرجوه أن يستمر هذا التوجه الحميد من أجهزة الدولة لأننا عانينا طويلاً من مظاهر التسيب والإهمال والفساد العديدة فى هذا الملف تحديدا، وهو ما أثمر كل ما يحيط بنا من مظاهر العشوائية والإشغالات، لقد بات من المهم أن نحرص جميعاً حكومة ومواطنين على ترسيخ ثقافة ما نراه حولنا فى الدول المتقدمة من أنه لا يوجد جهة أو أفراد يمكن أن يكونوا فوق القانون.