انتهيت للتو من قراءة كتاب أعتبره من أعظم وأهم ما قرأت فى كل حياتى من حيث الثراء الفكرى والدروس المستفادة، وأرشحه للقراءة لكل مسؤول وكل مواطن فى بلادى لأنه باختصار يرسم لنا بمنتهى الوضوح ودون أى أسرار تفاصيل طريق النجاح، ويحدد لنا بدقة ودون أى لبس الخطوات العملية، التى علينا اتباعها إذا ما أردنا أن نهزم جميع أمراضنا الاقتصادية والاجتماعية، إنه كتاب السيرة الذاتية للسيد «لى كوان يو» مؤسس وبانى نهضة سنغافورة الحديثة، الذى تولى رئاسة الوزراء فى بلاده عام 1959 عقب استقلالها وكان عمره وقتها 35 عاما فقط!!، ويرصد هذا الرجل العظيم فى كتابه الرائع هذا كيف استطاع باهتمامه الحقيقى بالمعلم والتعليم، وببناء آلاف المصانع الصغيرة، وبالاهتمام الفائق بالسياحة، وبحسن اختياره للمسؤولين، وباستحداث حزمة ناجحة ومتكاملة من التشريعات والقوانين، أن يجعل من سنغافورة فى خلال ثلاثة عقود فقط نموذجًا يحتذى فى كل شىء، حتى باتت الآن تحتل المراتب الأولى فى جميع جداول الإحصاء العالمية، التى تختص بمتوسط دخل الفرد، والنظافة والنظام، والتعليم، والصحة، ومعدل الشفافية... إلخ.
إن مصرنا الغالية وشعبنا الأبى يستحقان الكثير، وما حدث بسنغافورة ليس بكثير على بلادى.