هاج العالم العربى والإسلامى والأوروبى على خلفية قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل أيام والذى أعلن فيه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى المحتل للأراضى الفلسطينية، الجميع صب جام غضبه على ترامب وقراره، عادت أشكال الشجب والندب والإدانة مرة أخرى، ولكن لم أكن أتخيل أن يكون قرار ترامب جاء لصالح القضية الفلسطينية وليس ضدها ..."أيوه كدا بالضبط" ما فعله ترامب خدم القضية الفلسطينية بطريقة غير مباشرة حيث جدد الاهتمام بالقضية ورمى أكبر حجر فى المياه الراكدة منذ أكثر من 10 سنوات حيث سقطت هذه القضية العربية المهمة من وجدان جيل مصرى وعربى كامل لم يعرف عنها شيئاً ولو حتى فى كتبه الدراسية.. فجأة أيقظتنى ابنتى جنة التى لم يتجاوز عمرها عشر سنوات بسؤال صباحى ونحن فى طريقنا الى المدرسة عن القدس وما يحدث فيها.. وبطبيعة الحال سألتها عن مصدر السؤال وسببه فردت: المدرسة امبارح كلمونا عن القدس وفلسطين.. كنت فى غاية السعادة تابعت يومها بيان وزارة التربية والتعليم عن تخصيص الحصة الأولى بجميع المدارس عن القدس والقضية الفلسطينية.. شعرت وقتها أن القضية لن تموت.
وتأكد لدى وقتها اليقين بأن ترامب يستحق الشكر.. وشكر عميق والمنصف فى التاريخ لابد ألا يغفل دور ترامب فى إيقاظ الأجيال العربية وإفاقتها وتذكيرها بقضية حاولت الصهيونية العالمية بكل الطرق أن تمحوها من ذاكرة أجيالنا العربية.. وشباب عاشوا فى غفلة عنها طوال 10 سنوات.. تذكرت نشيد العروبة الذى كان فى كتاب اللغة العربية فى الابتدائى "بلاد العرب أوطانى وكل العرب إخوانى" .. جيلنا كان أكثر حظاً فى ترسيخ هذه القضايا منذ نعومة أظافرنا .. انتفاضة الحجارة ستعود .. روح المقاومة ستفرض نفسها ثانية .. الضمير العربى متوقع أن يستيقظ .. فما لم يأت بالمحنة سيأتى بالعار..خاصة أن أكثر من عشر سنوات من عمر القضية الفلسطينية ضاع بخلافات بين فتح وحماس، وعندما انتهت بأيد مصرية تمهيدا لبدء المفاوضات من جديد مع الجانب الاسرائيلى خرج ترامب بقراره الذى صدم العالم وساهم فى استمرار عدم الاستقرار بالمنطقة .. ونسوا أن المنطقة على صفيح ساخن ممتد منذ سنين وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.. لذلك حانت الفرصة أن يتم التصعيد دولياً لإنهاء هذه القضية المحسومة أزلياً وتاريخياً وسماوياً، القدس عربية ومهد لكل الاديان وعاصمة لدولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى فقرار ترامب أرى أنه الاهم لعودة القضية الفلسطينية الى وجدان العرب والمسلمين مرة أخرى .