أخشى أن يفقد الناس قناعتهم بأهمية مرض سرطان الثدى لكثرة المبادرات التى ظهرت فجأة لجمع التبرعات والدعم النفسى والطبى لضحايا هذا المرض الخبيث.. لا أريدك أن تفسر كلامى على أنه دعوة لوقف هذه التبرعات، لكننا نتعاطف دون وعى أحيانًا فتأتى النتائج عكسية، والمواطن بلحظة تأمل واحدة سيكتشف أن المرض حظى بأكبر دعم من الإعلانات التليفزيونية الفاخرة ونجمات السينما ومشاهير المجتمع، وفى نفس الوقت تطالعنا الصحف والبرامج بحالات إنسانية حرجة لأمراض أخرى لا يجد أصحابها ثمن العلاج الذى لا يتخطى بضعة آلاف من الجنيهات، هناك أيضا الوحدات الطبية والمستشفيات التى تقتل الناس لضعف إمكانياتها أو قلة نظافتها أو تجاهلها من قبل الحكومة، هذه وغيرها تجوز عليها الرحمة والتبرعات بدلًا من التركيز على مرض واحد - رغم خطورته - إلا أنه ليس الجرح الوحيد فى الجسد المصرى.