لا يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية قد انحسرت ضمن أولويات الاهتمام وأجندات العمل الإقليمى والدولى فى السنوات الأخيرة لأسباب واعتبارات مختلفة.
شاء القدر أن تعود قضية العرب المركزية إلى صدارة الاهتمامات بقرار أمريكى صادم لا يضع فى الاعتبار مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية ولا مصالح حلفائها العرب فى الاعتبار!
هذه المرة تقدم إدارة ترامب لإيران هدية وفرصة مجانية لإثارة مزيد من الفوضى والاضطراب فى منطقة الشرق الأوسط، وبما يمنحها المزيد من الوقت لاستكمال تنفيذ مخططها الطائفى التوسعى.
نعرف جميعاً أن إيران ستتخذ من القرار ذريعة جديدة للمزايدات والضجيج ورفع الشعارات وستعمل على خداع البسطاء بأنها تتمركز فى سوريا من أجل تحرير القدس.
ترامب لم ينتبه لذلك كله، وقرر الذهاب وراء ما وقعت عليه عينها من مصلحة قصيرة لإسرائيل فى هذا القرار الساذج.
هل يمكن لترامب أن يعمل الآن بالسهولة التى كان عليها قبل أيام من أجل بناء تحالف عربى وإسلامى يواجه التسلط والهيمنة والتهديدات الإيرانية؟
نعم أتيحت له فرصة ذهبية عقب القمة الإسلامية الأمريكية فى الرياض، ولكنه أهدرها حين وقع هذا القرار الذى وضع جميع حلفاء واشنطن العرب فى موقف بالغ الحرج!.
توابع قرار ترامب أنتجت واقعاً جديداً لا يخلو من الفرص للفلسطينيين والعرب، ولو أحسن استثمار هذه الفرص من خلال عمل جماعى دبلوماسى جاد فإن قرار القدس قد ينتهى إلى ان يكون بوابة للحصول على الحقوق الفلسطينية التى كادت أن تضيع وسط زحام القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.