بإعلان وزارة الداخلية تنفيذ حكم الإعدام فى حق 15 مواطن نفذوا عمليات إرهابية فى سيناء السنوات الماضية، يتجدد على مواقع التواصل الاجتماعى نشر مقال قديم للدكتور عز الدين شكرى بعنوان «خطاب إلى الرئيس.. نحن لا نقتل الأسرى»، يتضمن المقال رؤية فلسفية مفادها إذا كانت الدولة المصرية فى الحروب لا تقتل الأسرى فكيف تقتل مجرمين متهمين فى قضايا مختلفة جنائية وإرهابية.
والحقيقة رغم أن المقال قديم، ولكن مزيدا من الجدل حول فكرة عدم تنفيذ أحكام الإعدام لا تزال تطرح من قبل البعض فى ضوء أن قتل النفس البشرية من أشد الجرائم فى كل الشرائع، وهى نفس العبارة التى استخدمها الدكتور عز الدين شكرى فى طيات المقال.
المسؤولية هنا تدفعنى للرد من جديد على كل من طرح فكرة عدم تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابيين ومن يروج لها فى ضوء العمليات الإرهابية الأخيرة فى الشهور الثلاثة الأخيرة ببعد تام عن المزايدة على صاحب الفكرة نفسها عز الدين شكرى أو كل من يروج لها، ولكن ماذا لو أن وزارة الداخلية أعلنت القبض على منفذى جريمة مسجد الروضة، الجريمة الإرهابية التى سقط فيها أكثر من 300 شهيد خلفوا وراءهم مئات الأسر بلا راعٍ يحميهم، هل نحاكمهم ونصدر أحكاما مشددة بالحبس فقط تنفيذا لوصيتك أم نردعهم ونقتص لأهالينا المصلين الأبرياء؟
وجهة نظر أصحاب منطق عدم تنفيذ حكم الإعدام أن قتل النفس البشرية من أشد الجرائم فى كل الشرائع، صحيحة، ولكن النفس التى خططت لجريمة الروضة وتحركت وحملت السلاح ورفعته فى وجه المصلين فى بيت من بيوت الله، هى ليست نفس بشرية بالأساس، هى نفس تجردت من كل معانى الإنسانية والبشرية، وبالتالى معاملتها على هذه الأرضية معاملة غير صحيحة بالمرة، مع الأخذ فى الاعتبار أن العدل من وجهة نظرك كرافض لتنفيذ أحكام الإعدام يقابله عدل آخر من وجهة نظر آخرين، هم أهالى الشهداء، ممن فقدوا أبناءهم، بتنفيذ أحكام الإعدام فى القتلة والإرهابيين.
وهو كذلك.. تخيل نفسك يا دكتور عز الدين فشير، مكان حمزة نجل الشهيد أحمد المنسى، أو مكان زوجته السيدة الفاضلة، زوجها رجل قوى، مقاتل بالقوات المسلحة، كان يخدم فى سيناء ويسهر لحماية البلاد وحضرتك تجلس أمن فى منزلك، هاجمه الإرهابيون فى الكتيبة 103 وفجروها ورفض الاستسلام حتى آخر لحظة وتتذكر حضرتك صورة الشهيرة وهو يحرس سيناء ليلا ونهارا.
السؤال من جديد، ماذا لو أعلنت القوات المسلحة القبض على منفذ الهجوم على الكتيبة 103 حيث كان الشهيد المنسى، أسرة الشهيد ستقابل الأمر بالفرحة والسعادة، وستطالب بالقصاص العادل الذى لا يقل عن تنفيذ حكم الإعدام، ماذا سيكون ردك، هل ستقف عند نفس موقفك، ترفض القصاص وترفض تنفيذ أحكام الإعدام؟
جانب آخر، ماذا سأفعل أنا كدولة، سأسير وراء وجهة نظرك الفلسفية أم أقتص لشهداء البلاد وأؤكد لهم أن الدولة تسعى جاهدة للقبض على كل إرهابى هاجم الجيش والشرطة وستنفذ فيهم أحكام الإعدام بعد محاكمات قانونية.
كما وجهت حضرتك يا دكتور عز الدين فشير رسالة لرئيس الجمهورية تطالبه بعدم تنفيذ أحكام الإعدام، يرسل إليك الشهيد أحمد المنسى سيد الشهداء رسالة مفادها «لماذا ترفض القصاص ممن قتلنى يا دكتور»؟
رجاء تحلَ بالشجاعة ورد.