كثيرون منا وفى ظل ما نشكو منه جميعاً منذ عدة سنوات من تراجع لا تخطئه العين لمنظومة قوتنا الناعمة من الأعمال المسرحية والسينمائية والدرامية، يتمنون طوال الوقت أن ينعم الله علينا بعودة هذه المنظومة إلى سابق عهدها الذى كان يحقق للأسرة المصرية الشعور بالرقى والمتعة والإبهار.
ويبدو أن الله جل وعلا قد استجاب لهذه الأمنيات فأنعم علينا فى بداية العام الجديد بالعرض المسرحى المبهر «فرصة سعيدة»، فلقد كانت «فرصة سعيدة» فعلاً أن أحضر فى أول يوم من العام الجديد هذا العمل المبدع الذى يستعيد به المسرح عظمته وبهاءه ورونقه، فالعمل ملىء بالتفاصيل الجميلة التى لا يمكن أن يكفيها أبداً مقال واحد، فها هو شيخ مشايخ المسرح الفنان القدير «أحمد بدير» يقدم لنا واحداً من أجمل وأصعب وأعمق أدواره، فهو يبكيك بشدة فى البداية، ثم ينتقل بك بمنتهى الرشاقة والسلاسة الفنية إلى عالم رائع ومتفرد من الضحك والمرح والتفاؤل فى أزمنة وأشكال مختلفة طال اشتياقنا لرؤيتها، وقد أحسن مخرج هذا العمل الأنيق الفنان المتمكن «محمد جمعة» من حسن اختيار جميع فريق العمل المصاحب للعملاق أحمد بدير، ويأتى على رأسهم الفنانان خفيفا الظل «فتوح أحمد» و«محمد الصاوى»، كما أسعدنى للغاية انطباعات الجمهور والنقاد عن الأداء المتميز للإعلامية الجميلة «إيمان أبوطالب» فى أولى تجاربها المسرحية حيث أجمعوا على أنها ولدت عملاقة.
شكراً من القلب لكل من أسهم بجهد فى ظهور هذا العمل الخلاق إلى النور والذى يمثل للمسرح طاقة النور التى ستعيدنا بإذن الله إلى زمن الأصالة والإبداع، وأدعو كل أسرة مصرية إلى الاستمتاع بهذا الفن المسرحى الجميل.