حسنًًا فعلت الهيئة العامة للاستعلامات، أمس الأول، عندما فندت بالدليل القاطع والحجة والمنطق التقرير الكاذب الملىء بالسقطات المهنية المخجلة، الذى نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلًًا عن مراسلها الدولى المدعو «ديفيد كيركباتريك»، والذى ادعى فيه وجود تسجيل صوتى لديه يتضمن توجيهات إلى عدد من مقدمى البرامج التليفزيونية فى مصر بشأن تناول موضوع القدس فى الإعلام المصرى!
فعندما تقرأ ترجمة هذا التقرير الساذج المنشور فى هذه الصحيفة البائسة، التى تتبنى منذ ثورة «30 يونيو» خطابًًا تحريضيًًا دائمًًا ضد الدولة المصرية ستدرك على الفور أن «أصحاب العقول فى راحة»، فالتقرير ملىء بالأخطاء الكوميدية الفادحة، التى تنم عن بلاهة لا نظير لها لا يمكن أن يقع فيها أى مراسل مبتدئ، ولكنها ترشدنا فى نفس الوقت إلى مدى ما وصل إليه حال الصحافة الأمريكية من انحياز سافر وانحطاط وتدن فى السنوات الأخيرة، مما جعلها تفقد مصداقيتها تمامًًا لدى المواطن العربى.
العذر الوحيد لهذا المراسل «الكوميدى» أنه لم يفق بعد من تأثير الصفعات السياسية المتتالية، التى تلقتها الإدارة الأمريكية على مشهد من العالم كله فيما يخص موضوع القدس تحديدًًا.