لم أصدق عينيى والله وأنا أقرأ وصف الرئيس الأمريكى لنفسه بأنه «عبقرى وراجح العقل جداً»، وذلك فى إطار رده على الانتقادات اللاذعة التى وجهها له مؤلف كتاب «نار وغضب» الذى تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أن العبارة الأنسب التى يمكن أن أعلق بها على تصرفه المراهق هذا الذى أثبت به صحة وجهة نظر مؤلف هذا الكتاب هى: «إيه إللى بتهببه ده يا مستر ترامب؟! فمشكلة هذا الرجل الحقيقية أنه يعتقد أن نجاحه فى مجال الأعمال التجارية يصلح لأن يكون سببا وحيدا وكافيا لأن يتولى رئاسة أكبر وأهم دولة فى العالم، حتى لو لم يتمتع بالحد الأدنى من الحنكة والخبرات السياسية والفكرية اللازمة لتبوؤ هذا المنصب المهم، لذا فهو منذ تولى مقاليد السلطة فى يناير 2017 وهو يتصرف بصبيانية سياسية عرضت الولايات المتحدة الأمريكية للعديد من المواقف المحرجة فى المحافل الدولية بصورة لا تتناسب أبداً مع كونها أحد أهم القوى العظمى فى العالم.
فليعيننا الله ويعين المجتمع الدولى على تحمل شطحات وذلات هذا «العبقرى الراجح العقل جداً»، فيما تبقى من فترة حكمه التى من الواضح أنها ستكون كبيسة جداً.