كان النبى صلى الله عليه وسلم يحبه حبا شديدا، فنشأ فى حجر النبى حتى بلغ السابعة من عمره لا يفارقه، ولا يبعد عنه، ويناديه يا أبت، وكان أشبه الناس برسول الله، ولذا أحبه الصحابة وعظمه الخلفاء منذ صغره، إنه مولانا الامام الحسين رضى الله عنه، بن الإمام على كرم الله وجهه، وابن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها، التى تعلق المصريين بنسلها ولمقاماتهم، والذى يمتد وينمو عشقهم لهم فى كل حين.
الإمام الحسين هو ثانى مولد فى أشرف بيت عربى عريق فى النسب والعزة، فقد ألقت السيدة فاطمة الزهراء إلى الحياة فى الخامس من شعبان فى السنة الرابعة هجرية بقطعة من كبد المصطفى صلى الله عليه وسلم وريحانة قلبه، وقرت عينها بسيد شباب أهل الجنة، سيدنا ومولانا الإمام الحسين رضى الله عنه،فعند مولده رضى الله عنه حنكه المصطفى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف وتفل فى فمه وأذَّن فى أذنه ودعا له وسماه حسينا ، وعق عنه بكبش ، وقد أدرك الإمام الحسين من حياة النبى صلى الله عليه وسلم ما يقرب من خمس سنوات - على أرجح الأقوال-.
عُرف عن الإمام الحسين بشجاعته وجهاده العظيم فى سبيل الله لنصْرة الدين، فاشترك فى فتح شمال إفريقية فى خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه-، وساهم فى فتح طبرستان، وساند أباه الإمام على فى حروبه بالجمل وصفين والخوارج، ولما توفى الإمام على وقف الحسين مع أخيه الحسن يناصره ويؤازره ، فلما تنازل الحسن -رضى الله عنه- عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان حقنًا لدماء المسلمين ، قال الحسين لأخيه الحسن :"أنت أكبر ولد على ،وأمرنا لأمرك تبع ، فافعل ما بدا لك"، وعكف الحسين بعد ذلك على طلب العلم والعبادة ، حتى مات معاوية بعد أن أخذ البيعة لابنه يزيد مخالفًا بذلك إحدى شروط الصلح ، وهو أن يُترك الأمر من بعده شورى بين المسلمين، عندها لم يسكت الامام الحسين، وبايعه كثير من المسلمين، وطلبوا منه أن يكون خليفتهم، وأرسل إليه أهل الكوفة يبايعونه، ويحثونه على أن يأتى إليهم، فخرج الحسين مع أهله وبعض مناصريه متوجهًا نحو الكوفة، وحاول ابن عباس وأبو سعيد الخدرى وابن عمر -رضى الله عنهم- منعه عن الخروج من مكة لكنه عزم على الخروج،حتى وصل إلى كربلاء على مقربة من نهر الفرات،حيث دارت المعركة، وراح ضحيتها الامام الحسين شهيدًا مع كثير مـن أهله وصحبه.
فبعد موقعة كربلاء حيث استشهد الإمام الحسين، اجتز شمر بن ذى الجوشن ، رأس الإمام الحسين وذهب بها إلى يزيد بن معاوية فى الشام لينال مكافأته بولاية إحدى المدن الإسلامية،والذى علق الرأس الشريفة للإمام الحسين على أبواب دمشق وبعدها ظلت الرأس بخزائن السلام بدمشق بعد وفاته لتنقل وتستقر _كما ذكر المؤرخون_ بعسقلان،حتى أخذت رحلتها الى مصر لتستقر بها .
ومن هنا ،ظهر حب أهل مصر لآل بيت الرسول الكريم ، عندما تزينت مصر الفاطمية ورفعت الأعلام ووقف الخلق جميعا يتطلعون إلى الأفق وأضيئت المصابيح انتظارا وشوقا لانبلاج موكب النور الذى يحمل رأس سيدنا الحسين فى يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة 548 هـ، الموافق31 أغسطس1153 م .
وشيد لرأس الامام الحسين ضريحا ومقاما عاليا بوسط القاهرة و الذى يعد الان هو كعبة الكثير من أهل مصر يلجأون إليه من أجل مودة آل بيت الرسول الكريم ومن أجل نيل الكرامات،بدأ المصريين الاحتفال بذكرى استقرار رأس سيدنا الحسين الشريفه الثلاثاء الماضى ويحتفلوا بالليلة الختامية للمولد الثلاثاء القادم ..فكل مولد وأنتم مغرمين بحب آل البيت ،فكل عام وانتم حريصون على تعليم أولادكم محبة آل بيت رسول الله ،و تعليمهم أنهم عترته وأنهم أحبابه وأنهم أهل رسول الله ، وأن من أحبهم فقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن من أعزهم فقد أعز رسول الله وأن من قدرهم فقد قدر رسول الله وأن من وصلهم فقد وصل رسول الله وأن من ودهم فقد ود رسول الله، علموهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكرنا بهم:"أذكركم الله فى آل بيتي.. أذكركم الله فى آل بيتي"، علموهم أن صلة آل البيت وودهم واجب...ومدد يا مولانا يا حسين .