انتظروا سلسلة أفلام عكاشة فى الأدغال
ماذا يفعل توفيق عكاشة؟ وماذا يريد بالضبط؟ تصرفات الرجل الغريبة والشاذة وآخرها هجومه على رئيس مجلس النواب ولقاؤه سفير إسرائيل فاقت التوقعات وتجاوزت الحدود رغم أنها لا تبدو غريبة لمن كان يتابعه على قناته الفضائية الملاكى، فعكاشة صاحب استعراضات ومواقف كوميدية صارخة، لكنها كانت نوعا من التسلية للمشاهدين الذين كانوا يتابعونه مثل المسلسلات التركى ومثل شيوخ الصراخ والعويل والفتاوى المتطرفة فى الفضائيات إياها قبل إغلاقها. تجاوزات عكاشة أو اختلالاته بدأت مع ترشحه فى انتخابات مجلس النواب، إذ أخذ ينسب لنفسه أدوارا وبطولات وهمية على طريقة أنا شجيع السيما، فأطلق على نفسه لقب مفجر ثورة 30 يونيو، وصاحب إنجاز إسقاط مرسى والإخوان وأنه من نظم المليونيات لمواجهة المعزول، وقلنا ساعتها إنه يحب التفاخر والهتش، ومثل هذه التصرفات يفعلها معظم المرشحين الذين يفرطون فى الحديث عن الذات، لكن يبدو أن الموضوع كبر فى دماغ العكش وتصور نفسه زعيما ومناضلا حقيقيا، وتناسى تماما تاريخه المسجل صوت وصورة والمتداول على يوتيوب وضمنه تلك المحطة الشهيرة من حياته أيام كان خادما لصفوت الشريف يقبل يده.
الموضوع كبر فى دماغ العكش بعد نجاحه بأصوات الريفيين البسطاء الذين صدقوا أفلامه ورواياته عن دوره التاريخى البطولى فى محاربة الإخوان بمفرده والانتصار، وبدأ يجهز لمرحلته التالية بحسب خياله الواسع وهى رئاسة مجلس النواب، فغير طبقة صوته من الزعيق إلى الهدوء وانتهج الأسلوب العقلانى فى الحديث وبدأ يرتب أوضاعه على أنه رئيس البرلمان ويدلى بالتصريحات المستقبلية الوردية والبنفسجية عما سيفعله بالبرلمان وكأنه يتحدث عن المخروبة التى يظهر على شاشتها.
الصدمة الكبرى حدثت بعد التصويت على رئاسة البرلمان واكتساح على عبدالعال وإعلان فوزه بالمنصب، فبدأ التحول الكبير فى تصريحات ومواقف العكش، فعاد إلى نبرة صوته الطبيعية الزاعقة وإلى أسلوب المشاغبين فى المدارس الثانوية الصناعية، يضع على فمه شريطا لاصقا وعلى صدره ورقة مكتوبا عليها «ممنوع من الكلام» ويشتم الصحفيين وينفعل على النواب، يعنى مكنش ناقص غير إن لونه يتغير للأخضر وهدومه تتقطع عليه ويجرى يهد أسوار البرلمان لغاية ما يوصل لجنينة التحرير ويبنى له خيمة هناك ويقعد فيها. لكن البرلمان له أصوله ونظامه، وعلى طول طلع له الكارت الأحمر وانطرد من القاعة بالأغلبية، فكانت الصدمة الكبرى الثانية للعكش، الذى يتصور وجود مؤامرة كونية عليه وأن لقاءات كيرى ولافروف لبحث وقف إطلاق النار فى سوريا مجرد واجهة لبحث مواجهته شخصيا ومادامت واشنطن وموسكو اتفقتا على توفيق عكاشة يبقى لازم النظام والحكومة فى مصر ينفذوا المخطط الجهنمى ضد مفجر ثورة 30 يونيو، طيب تعمل إيه يا عكش، هل تقطع شرايينك احتجاجا وتغرق البرلمان بدمك زى البطة المدبوحة؟ ولا تقلع بلبوص وتقف قدام البرلمان زى الجماعة بتوع الفيمينست بعد ما تبلغ وكالات الأنباء الأجنبية، وتطلع تقول للعالم كله إن عكاشة لحمه مر وعضمه حجر ما يتقرقش؟
العكش أخذ يفكر ويفكر، فوجد أن حياة مفجر ثورة 30 يونيو غالية لأنها مش ملك صاحبها بس دى ملك مصر كلها، فاستبعد الاحتمال ده، وبعدين فكر فى القلع بلبوص لكن استبعد الفكرة عشان محدش يصوره من ورا وتبقى مشكلة والفوتوشوب مخلاش لمفجرى الثورات حاجة، فهقابل السفير الإسرائيلى وهعزمه فى بيتى وهطفحه عشا محترم واتصور معاه كمان وأوزع الصور على الصحفيين والفضائيات، مش هما عاملينها حرب عالمية عليا طب وحياة أمى لأوريهم الشغل، إسرائيل معايا يا أمريكا، محدش هيقدر يقرب لى، أنا عندى بدل الحصانة اتنين العكش طلع مش سهل يا أوباما، يا بوتين خلى بالك العكش ممكن ينط لك فى القرم، يا جماعة ده مفجر ثورة وصديق سفير إسرائيل محدش يقعد معاه فى البرلمان، عموما أنتم أحرار!