جميل أن ينتفض نواب الصعيد ضد تصريحات وزير التنمية المحلية عن ضرورة وقف هجرة أبناء الجنوب نحو العاصمة، لكن هذا لا يُخلى مسؤولية هؤلاء النواب عما آل إليه حال بلادهم، والإحباط الذى يصيب أبناءه، ويدفعهم لترك كل ما يحبونه من بشر وذكريات، ليبحثوا عن فرصة عمل محترمة لم تستطع الحكومة أن توفرها لهم، ولم يتحرك السادة نواب البرلمان لمنحهم قليلًا من الفرص التى يوفرونها لأقاربهم وأصدقائهم.
اليوم لم يعد كثير من المواطنين فى الصعيد يعرفون اسم نائب الدائرة، والذين يعرفونه واثقون من أن أقصى ما يمكن أن يقدمه لهم هو الحضور فى واجب عزاء، أو التدخل لدى مركز الشرطة لإنهاء «خناقة» قبل تفاقمها، وفى المقابل تتدهور الخدمات، ويسكن اليأس نفوس الذين انتخبوا النائب ولم يروا منه خيرًا.. ربما يكون الوزير أبو بكر الجندى قد أخطأ فى حق الصعايدة، لكنّ كثيرًا من نواب الصعيد فعلوا فى بلدانهم ما هو أكثر قبحًا من زلة لسان الوزير.