فى كل شبر على أرض مصر ستجد سلعة صينية، وفى تفاصيل حياتنا اليومية كلما قلبت شيئًا وجدت عبارة صنع فى الصين، رغم أن الجميع يعترفون برداءة معظم هذه السلع، فالحكومة والمواطن وهيئة الرقابة على الواردات ومصلحة الجمارك والمستوردون والتجار، يعرفون جيدًا أن ما يشتريه المواطن من هذه السلع أقصر عمرًا من فرحة الطفل ببالونة تنفجر، ويصمتون على ذلك بحجة أن هذه البضاعة هى الأنسب لطبيعة الشعب المصرى وقدرته المادية، المستوردون على الأخص يقولون ذلك لزملائهم فى البلاد الأخرى ليبرروا شراءهم للسلع المصنوعة خصيصًا للمستهلك الغافل قليل الحيلة، ولا يُسأل الشاب الصينى الذى اجتهد وصنع لنا سلعة رخيصة وسريعة التلف، عن السمعة السيئة التى عرفها للمستهلك المصرى، اللوم كله يقع على تاجر جشع يريد أن يصبح ثريًا بصرف النظر عن السمعة والأخلاق، وسوق منفلتة لا تجد من يراقبها.