لن تيأس جماعة الإخوان الإرهابية من العودة إلى الشأن العام المصرى ومحاولة التغلغل مجددا داخل المجتمع، بعد أن انكشف وجهها القبيح خلال السنوات الخمس الماضية، وهزمها المصريون سياسيا وفى المواجهات الأمنية عندما أفشلوا محاولتها لبناء طابور خامس داعم للفكر الإرهابى وتنظيماته المسلحة من خارج الجماعة
الآن، الجماعة الإرهابية مرتمية فى أحضان المخابرات التركية والبريطانية وكذا أجهزة مخابرات عربية تعمل بالوكالة والتنسيق مع المخابرات التركية، كما يجرى توجيهها لتدير منصات إعلامية موجهة ضد الدولة المصرية، وكذا منصات ترويج للشائعات والأخبار التحريضية الكاذبة وحملات التشويه على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن محاولات الانتشار داخل أوساط المصريين فى الخارج لبناء المظلومية المدمرة مرة أخرى، هذا هو ما بقى من الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى، وجه استخباراتى عميل وجماعات مسلحة تتعرض للحظر الدولى والإدراج على قوائم الإرهاب
وسط موجات اليأس والضعف والهزيمة الذى يترافق مع تراجع المشروع الصهيوأمريكى لتفتيت المنطقة العربية واستعادة مصر لهيبتها وأمنها ومكانتها العربية والإقليمية والدولية، تبحث الجماعة الإرهابية عن طوق النجاة للبقاء على قيد الحياة، خاصة مع التقارير المتواترة عن اقتراب وضعها على قوائم الإرهاب من قبل بعض الدول الغربية الكبرى، ولا شىء أفضل للجماعة الإرهابية تحتمى به ويمنحها قبلة الحياة السياسية أكثر من مرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، تراهن عليه ويراهن عليها، تمنحه أصوات فلولها المبعثرين فى المحافظات وخلاياها النائمة ويمنحها قدرا من المشروعية التى أسقطها عنها الشعب المصرى بعد انكشاف وجهها الإرهابى خلف المظلومية الخادعة والاستضعاف الكاذب والسلمية المرحلية.
لا تحتاج الجماعة الإرهابية مثل أى نبت شيطانى إلا إلى عائل مرحلى تستمد قوتها وحياتها منه حتى تتمكن من وضع أقدامها من جديد فى المجتمع المصرى والظهور بشخصيات الصف الثالث والرابع والوجوه المحسوبة عليها فى الحياة السياسية بدعوى تمثيل مختلف فئات وأطياف المجتمع، ليكون العائل المرحلى أول من تنقلب عليه بعد أن يؤدى الدور المطلوب منه، ومن ثم تعاود الكرة من جديد فى التوغل وبناء القواعد داخل المجتمع، انطلاقا من الفكر المتطرف ذاته ولكن حسب الأحوال، فمرحلة الاستضعاف لها خطابها المعسول والسلمى والانصياع لأوامر وتوجيهات الدولة ونبذ العنف والإرهاب والتفاعل مع مختلف الأحزاب السياسية.
لكن مرحلة الاستضعاف يعقبها مرحلة التمكين الجزئى، وفيها تنشر الجماعة الإرهابية خطاب مظلوميتها وتستقطب أنصارا من الأحزاب والحركات السياسية المختلفة ليعبروا عن مطالبها وحقوقها المزعومة بشكل غير مباشر، فى الوقت التى تقدم صورة مغلوطة زائفة لمراكز التأثير الغربية باعتبارها الخيار الشعبى البديل لأى نظام مع تضخيم قدراتها الشعبية وحضورها الجماهيرى بشكل مبالغ فيه
أما المرحلة الأخيرة، التى تنتظرها الجماعة الإرهابية وتعمل لها وتنتهزها بكل ما جبلت عليه من ألاعيب وحيل وعلاقات بأجهزة الاستخبارات فى العالم، هى مرحلة التحولات والأزمات والاختلال فى مؤسسات الدولة، مثلما حدث بعد ثورة 25 يناير، عندما كان المجتمع المصرى والدولة أشبه بمريض نقص المناعة المكتسبة، يمكن أن يصاب بأى مرض ويجتاحه أى فيروس، وعندئذ ينشط فيروس الجماعة الإرهابية ويتمدد فى كامل الجسد المصرى ويصيبه بكل الأمراض السياسية والاجتماعية من الاستقطاب إلى التطرف والإرهاب وتقويض عناصر القوة الطبيعية وصولا إلى التفتيت لا قدر الله.
والحمد لله أننا مررنا بكل هذه المراحل باستثناء المرحلة الأخيرة التى لم تكتمل فصولها وإن كنا شهدنا كيف سعى الإخوان إلى تقطيع أواصر الدولة المصرية مع الداخل والخارج وبث الفتن وتقديم المتطرفين والإرهابيين إلى الصفوف الأولى، فيما يشبه تطعيم المجتمع والدولة بمصل من عينة المرض نفسه، ولذا اكتسبنا مناعة كبيرة ضد كل محاولات الجماعة الإرهابية ومن يقفون وراءها للعودة واختراق المجتمع بفكرها الشيطانى، ولذا لم يعد أمامها إلا نظرية حصان طروادة لتتخذه وسيلة تتسلل به مرة أخرى للداخل المصرى، وويل لمن يقبل أن يكون حصان طروادة جماعة الإخوان الإرهابية بعد أن لفظها المصريون.