لن يستطيع أى وزير ثقافة فى مصر أن يزرع فى النفوس قيم الجمال والرقى، إلا إذا استطاع أولًا أن يعيد للقراءة هيبتها وشغفها لدى الشباب من الأجيال الجديدة، ومعها سيعود ما نسميه الجمهور المثقف الذى يكون دائمًا ظهيرًا للقوى الناعمة والقيم الراقية، وحاميًا لها وضامنًا لاستمراريتها، ولعلك تذكر أن كثيرًا من جيلنا يدين بالفضل لمشروع مكتبة الأسرة، الذى جعل أمهات الكتب متاحة لأى طالب لديه بضعة جنيهات، ولما طغت التفاهة على المناخ العام فى مصر، تركت القراءة الساحة لمواقع التواصل وأفلام السبكى، لكى تشكل وعى الناس، وزاد من تعقيد الأمر أن الكتب بأسعارها الحالية أصبحت نوعًا من الرفاهية فى أوضاع اقتصادية صعبة، وكذلك مازال تحميل الكتب من الإنترنت غير مقنع لكثيرين، ويتبقى على الدولة مسؤوليتها فى إحياء عادات القراء عند الناس، ولو حتى ضمن خطتها لمواجهة الإرهاب.