مع كل التقدير والاحترام للدوافع الوطنية التى كانت هى السبب الوحيد لقيام حزب الوفد العريق بالدفع بمرشح رئاسى فى اللحظات الأخيرة قبل انتهاء المدة المحددة لهذا الإجراء، وذلك وفقاً للتصريحات الرسمية الصادرة عن المستشار الفاضل بهاء أبوشقة سكرتير عام الحزب، والسيد الدكتور/ ياسر الهضيبى عضو الهيئة العليا للحزب، إلا أننى أرى أن هذا الإجراء الذى اضطر إليه الحزب الذى لم يكن مخططاً على الإطلاق ينطبق عليه المثل الشعبى ذو المعنى العميق «بعد العيد ما يتفتلش كحك».
وأنا لا ألوم هنا بالطبع حزب الوفد، لكنى ألوم بشدة من كان مسؤولاً عن الإدارة السياسية والإعلامية لمسار أحد أهم الاستحقاقات الإنتخابية فى تاريخنا المعاصر، خاصة نحن نعلم منذ وقت طويل حجم التربص والشرور الذى يحيط ببلادنا من جهات عديدة خارجية وداخلية، وهو ما كان ينبغى معه أن تكون جميع خطواتنا فى هذا الشأن محسوبة بمنتهى الكفاءة والاقتدار، وتستشرف مستقبل المشهد بكل دقة وبعد نظر.
أما الآن وقد جد الجد، ولم يعد فى الإمكان أفضل مما كان، فإننى أرجو من الله أن نكون قد استفدنا من الأخطاء السياسية والإعلامية العديدة التى تم ارتكابها خلال الفترة الماضية فى حق العملية الانتخابية، التى أدت بنا إلى المشهد الملتبس الذى نحن عليه الآن، حتى نتفادى تكرار مثل هذه النوعية من الأخطاء فى المستقبل، لأن بلادنا تستحق منا أن ندير استحقاقاتها بالخيال السياسى والإعلامى اللازمين.. والله من وراء القصد.