نشر الكاتب الصحفى الكبير عمرو جاد رئيس التحرير التنفيذى يوم السبت الماضى مقالا بعنوان "زمن ياسين التهامى" ضمن مقاله اليومى المميز 100 كلمة، تناول فيه تاريخ عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامى لكنه فى الوقت ذاته تحامل كثيرا على الشيخ محمود التهامى نقيب المنشدين والمبتهلين وصف فيه التهامى الصغير بأنه يفسد تاريخ والده الشيخ ياسين !.
بالتأكيد إن لكل شخص ذوقه الخاص فى تحديد ما يعجبه من أصوات وما لا يعحبه كما لكل شخص الحق فى انتقاد ما يشاء مادام هذا النقد لا يخالف قواعد النقد البناء، الشيخ محمود التهامى نجل الشيخ ياسين وهو شرف له أن يكون ولد هذا الرجل المتربع على عرش الإنشاد الصوفى ولا أبالغ إن قلت فى العالم، محمود التهامى أحدث حالة فريدة من نوعها فى عالم الإنشاد موازنا بين التراث والحداثة فى عالم الإنشاد، فقد جعل الإنشاد هدفاً لكل النشء فقد أخرج المئات من مدرسة الإنشاد التى شيدها والتى تشهد إقبال المئات من الشباب والشبات، وقد أتت تلك المدرسة ثمارها وأخرجت العديد من الشباب الذين بدأوا يظهرون على ساحة الإنشاد، وأعتقد إن هذا يكفى لمحمود التهامى أن يكون خير امتداد لوالده بل الأفضل بين أبناء جيله .
محمود التهامى الذى عمل مع كبار الملحنين وعلى رأسهم الملحن عمار الشريعى، والملحن صلاح الشرنوبى، والملحن حسن أبو السعود، والملحن محمد فرغلى والذى تتلمذ على يديه هو والدكتور مايكل فرشكوف البروفيسير بجامعة ألبرتا بكندا، والذى صادف تواجده بالقاهرة فى هذا الوقت لعمل رسالة الدكتوراه فى الإنشاد الدينى المصرى، وهو أول من تنبأ للشيخ محمود التهامى أنه سيكون مدرسة متطورة فى الإنشاد الدينى والابتهالات، كل ذلك لا يمكن أن يجعل من محمود التهامى مفسدا لتاريخ والده، حيث إن المقارنة بينهما ليست فى محلها فالشيخ ياسين التهامى صنع تاريخ فى مجال الإنشاد ومحمود التهامى صنع ومازال يصنع تاريخ فى مجاله.
درس الشيخ محمود التهامى الموسيقى دراسة احترافية حرة، وأكاديمية فى فن الأصوات، وتعلم العزف على آلة العود، والكمان، والبيانو، وبعض الإيقاعات، وتخصص فى تلحين القصائد الموزونة والمقفاة له أكثر من 18 ألبوما بالأسواق وأكثر من مائتين وخمسين قصيدة من ألحانه وإنشاده.
محمود التهامى رغم سنه الصغير إلا أن طموحه الكبير جعله يحصد الجوائز والتكريمات فقد حصل على لقب سفير الثقافة فى الوطن العربى من الرابطة الدولية للإبداع الفكرى والثقافى بفرنسا، واختير كأفضل شخصية عربية مؤثرة لعام 2016 ضمن تكريم أفضل 100 شخصية إنسانية،حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من المركز الثقافى الألمانى الدولى بصيدا لبنان كتقدير رفيع المستوى لما بذلة من نشر روح التسامح والعدالة والقيم الإنسانية والثقافية والعلمية.
محمود التهامى طموحاته تفوق أن يكون منشداً فقط بل سعى أن يكون فنان شامل يصل للعالمية فقد شارك بثلاث أغانى فى ألبوم أوريجين (الأصل) مع الفنانة الأمريكية إليز ليبيك، والذى حصل على جائزة الجلوبال ميوزك أوورد، واختير كأفضل البوم لعام 2017م كما رشح لجائزة للجرامى 2018 م، يكفينى من محمود التهامى أنشودة ( قمر) وهى من التراث ولكن الشيخ محمود التهامى أدخل عليها تعديلات فى اللحن الأساسى للأنشودة مما جعلها ذات صيت بالغ،ولم يحتكرها لنفسه بل صرح لكل المنشدين بغنائها،لدرجة أن هناك أصوات شابة حققت نجاحها من خلال ترديدها للحن قمر الذى عدله محمود التهامى.