كيف يمكن أن تنبت كل هذه الأحزان من رحم الفرحة؟.. كل أم تعرف أن مولودها أنثى، تحلم باليوم الذى تراها فيه عروسة تُزَف لزوجها فى فستان أبيض، لم تكن تتصور أبدًا أن هذا الحلم سيجعلها هى من ترتدى الأبيض بين جدران السجن وفى قلب المذلة لأنها استدانت لتجهيز ابنتها. أحيانًا يتباهى مجتمعنا بتعرض الرجال لقهر الديون ثمنًا للفخر بالقوامة، لكن هل سيتحمل هذا المجتمع مسؤوليته تجاه امرأة وحيدة تواجه قسوة الحياة بالعمل والصبر حتى تذهب الصحة وينفد الصبر فتصبح غارمة يطاردها شبح الحبس، وليس لها ذنب سوى أن زوجها اختطفه الموت، أو غلبت عليه النذالة فتركها فى منتصف الطريق للذل أو العار.. ملعونة الحاجة وملعون هذا الصنف من الرجال.