قارب الأسبوع الأول من معرض القاهرة الدول للكتاب على الانتهاء، وصار من الواضح بشكل كبير أن الكتب المنشورة فى الهيئات الحكومية هى المكان الأول الذى يبدأ منه زائر المعرض وربما يكتفى به، والبعض يخصص يوما كاملا لقطاعات وزارة الثقافة، ثم يأتى بعد ذلك لمتابعة دور النشر الأخرى وسور الأزبيكة وغير ذلك من الفعاليات، وذلك بحدث لأن الإصدارات فى الهيئات الحكومية متنوعة ومختلفة، كما أن الأسعار فى متناول الجميع، لكن، وحسب زيارات سابقة، أؤكد لك عزيزى القارئ أنه ليس كل الهيئات تعرف كيف تستفيد من هبة المعرض، وأول هذه الهيئات هى الهيئة العامة لقصور الثقافة .
ففى جميع دورات معرض القاهرة الدولى للكتاب تكون كتب قصور الثقافة هى أكثر الكتب التى تشهد إقبالا كبيرا لدرجة أنه سرعان ما تنتهى النسخ الموجودة فى مقرها بالمعرض، ربما يحدث ذلك فى اليوم الثانى أو الثالث من أيام هذا العُرس الثقافى الكبير، ومن بعدها نظل كل يوم نروح ونجيء على جناح الهيئة بالمعرض بحثا عن الكتب التى انتهت، بينما موظفو الهيئة لا يملون التأكيد على أن الكتب سوف تأتى فى الغد، ونظل فى انتظار الذى لا يجيء حتى انتهاء المعرض .
البعض، خاصة المؤلفين، يظنون أن كتبهم قد نفدت من الهيئة فيفرحون، ثم يفاجأون بأنها لا تزال متكدسة فى المخازن تتمنى أن ترى الشمس، وأن تتاح لها فرصة للعرض خاصة فى مهرجان قرائى كبير مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب لا يزال هو السوق الشرائى الأكبر فى مصر .
وفى الحقيقة لا أعرف، حتى الآن، السبب الرئيسى الذى يقف حائلا فى قصور الثقافة ويمنعها من إحضار نسخ جديدة من الكتب التى نفدت من المعرض، خاصة أن هيئات أخرى مثل هيئة الكتاب أو المركز القومى للترجمة قادران على التواصل وإحضار نسخ جديدة من الكتب التى تم بيعها، مما يؤكد أن الأزمة ليست "بيروقراطية" لكن وراءها أسباب أخرى نجهلها تمامًا.
لذا نرجو من الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والشاعر جرجس شكرى، أمين عام النشر، أن ينتبها جيدا لهذه المشكلة، خاصة أن الهيئة أعلنت عن أسماء الكتب التى نفدت فى الأيام الأولى من المعرض، وأن يتم توفير نسخ بديلة، والتعامل مع فكرة المخزن بأنه شىء "سلبى" يسىء إلى الكتاب والمؤلف والهيئة، لأن جزءا مهما من قيمة الكتاب تكمن فى قدرته الشرائية وفى أن الكتاب المباع أفضل مائة مرة من الكتاب الملقى فى المخازن تأكلة الفئران وتفسده رطوبة الأرض .