أسوأ من مشوار المرور لتجديد الرخصة فى يوم عمل مزدحم، أن يقودك الحظ التعس إلى مصلحة الشهر العقارى عند سقوط السيستم أو تكدس الطابور، بسبب تأخر الموظف الذى أغلق الدرج على الختم، لأنه يقف فى طابور آخر عند بائع السندويتشات فى نهاية الشارع، لا أقصد تقليب المواجع وإثارة الشجن حول عذاباتنا القديمة، لكننى دائمًا أتساءل: لماذا يتعذب الناس فى مكاتب الشهر العقارى رغم بدء خطة الميكنة؟ لا شك أن الموظفين فى بعض المكاتب يعملون بأيديهم وأسنانهم وضمائرهم، لكن الزحام وكثرة الإجراءات تغلبهم، هل العيب فى «السيستم» أم فى الناس الذين يتعاملون مع السيستم؟ نحن كبشر نعرف عيوبنا جيدًا، لكننا دائما نتهم النظم، فما بالك إذن بالمكاتب التى دخلها الحاسب وتغيرت نظمها إلى إلكترونية، لكنها مازالت تعانى من الزحام والطوابير والإكراميات وهروب الموظفين.