أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث، الذى حمل عنوان «أثر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على الاقتصاد الإسرائيلى»، الذى أعده الباحث حسين خلف موسى ونشره المركز الديمقراطى العربى.
المعروف أن الاقتصاد الإسرائيلى نشأ نشأة غير طبيعية شأنه فى ذلك شأن إسرائيل نفسها، وتمكنت إسرائيل من بناء اقتصاد قوى يلبى حاجات المجتمع الإسرائيلى المختلفة، كالرفاه الاجتماعى والاقتصادى وتمويل أداة الحرب من أجل الزحف والتوسع فى الأراضى العربية..
وتشير الدراسات المختلفة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلى مر بعدة مراحل، كل مرحلة منها تؤسس للاحقة، فتميزت المرحلة الأولى بالاهتمام بالقطاع الزراعى فى محاولة لتثبيت المستوطنين اليهود فى الأرض الفلسطينية، فى حين تميزت المرحلة الثانية بنمو عال نتيجة الدعم المالى والفنى الغربى..
وكانت المرحلة الثالثة مرحلة ركود وكساد رافقهما عجز فى ميزان المدفوعات.. وكان التضخم المالى المرتفع سيد الموقف، حيث سعت الحكومات الإسرائيلية منذ بداية التسعينيات إلى إصلاح غالبية قطاعات الاقتصاد الإسرائيلى.. ونتيجة المتغيرات الدولية المتسارعة وانتشار ظاهرة العولمة وسهولة انسياب رؤوس الأموال وهيمنة التكتلات الأخرى، حاولت الحكومات الإسرائيلية منذ عام 1991 وضع أهداف اقتصادية محددة، وهى تقليص دور القطاع العام الإسرائيلى، أو بكلمات أخرى إجراء تعديلات بنيوية عن طريق الخصخصة.
لكن المتابع للشأن الإسرائيلى العام والاقتصادى بالتحديد، يرى أن ثمة صعوبة فى تطبيق الخصخصة فى بعض القطاعات الإستراتيجية فى الاقتصاد الإسرائيلى، مثل قطاع الصناعات الحربية والخدمات المرافقة له، حيث ستبقى الدولة مهيمنة عليه نتيجة التركيبة والأهداف المختلفة.
ويخشى صاحب القرار الإسرائيلى خصخصة بعض القطاعات حتى لا يفقد دور الدولة باتخاذ قرارات الحرب والتوسع.. وفى هذا السياق يذكر أنه يمنع العرب من العمل فى القطاعات الإستراتيجية الإسرائيلية.
ثانيا: أهم ملامح الاقتصاد الإسرائيلى:
الناتج المحلى الإجمالى الاسمى «2009»: 195 مليار دولار.
معدل النمو السنوى الحقيقى «2009»: 0.8٪.
نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى «2009»: 26، 178 دولار
العملة: شيكل «3.82 شيكل = 1 دولار أمريكى» تقديرات 2009.
الموارد الطبيعية: النحاس، والفوسفات، وبروميد والبوتاس والطين والرمل والبيتومين الكبريت والمنجنيز.
الزراعة: منتجات الفواكه والخضراوات واللحم البقرى ومنتجات الألبان، ومنتجات الدواجن.
الصناعة: أنواع المشاريع التكنولوجية العالية، بما فى ذلك الطيران، والاتصالات، والتصميم بمساعدة الكمبيوتر وتصنيع الالكترونيات الطبية، الألياف البصرية، ومنتجات الخشب والورق والبوتاس والفوسفات والمواد الغذائية والمشروبات والتبغ، والصودا الكاوية، والأسمنت، والبناء والبلاستيك والمنتجات الكيماوية وقطع وصقل الماس، والمنتجات المعدنية، والمنسوجات، والأحذية.
التجارة: الصادرات «2009» - 150.000.0000 وتشمل الصادرات الألماس المصقول، والاتصالات الإلكترونية والمعدات الطبية والعلمية والكيماويات والمنتجات الكيماوية، والمكونات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر والآلات والمعدات، معدات النقل والمطاط والبلاستيك، والمنسوجات الواردات «باستثناء واردات الدفاع، 2009» - 55، 2 مليار: المواد الخام والماس والسفن والطائرات الطاقة والآلات والمعدات، معدات النقل الأراضى للاستثمار، والسلع الاستهلاكية الشركاء الرئيسيين - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا؛ الصادرات - الولايات المتحدة وبلجيكا وهونغ كونج والواردات- الولايات المتحدة، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، المملكة المتحدة.
القطاعات الاقتصادية الرئيسية فى إسرائيل:
الاقتصاد الإسرائيلى - وحسب الدراسة - من أكثر الاقتصادات تنوعًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودخل الفرد فى إسرائيل من أعلى الدخول فى العالم، خاصة بعد الدعم الأمريكى المطلق للكيان الصهيونى، حيث يبلغ حوالى 28 ألف دولار، ويعتمد الاقتصاد على صناعة التكنولوجيا ومعداتها، وكذلك على الزراعة والسياحة، فلإسرائيل باع طويل فى مجال الصناعات عالية التقنية والبرمجيات المتنوعة، وتتواجد على أرضها العديد من شركات تصنيع الحواسيب وبرمجياتها الإسرائيلية أو العالمية من مثل مايكروسوفت وإنتل، وكذلك شركات الاتصالات من مثل موتورولا.
وتعتبر إسرائيل من الدول الرائدة فى مجال إعادة استخدام المياه وتحلية المياه وتقليل الاعتماد على موارد الطاقة الخارجية.
الركيزة الثانية للاقتصاد الإسرائيلى هى الزراعة، حيث تعد إسرائيل من أكثر الدول ذات الاكتفاء الذاتى فى المجال الزراعى، وتقوم بتصدير الفائض الزراعى من خضروات وفواكه إلى دول العالم المختلفة.. كذلك فإن السياحة تشكل مصدرًا مهما للدخل القومى، حيث تزخر إسرائيل بالعديد من نقاط الجذب السياحى الدينى ومثال ذلك حائط المبكى وكنيسة القيامة وقبة الصخرة وغيرها الكثير والتاريخى مثل جبل مسادا والعلاجى كالبحر الميت حيث بلغ عدد السياح القادمين إلى إسرائيل عام 2008م حوالى 3 ملايين سائح كذلك تعد تجارة وتصدير الألماس موردا مهما فى الاقتصاد الإسرائيلى وفوق هذا وذاك فإن إسرائيل تتلقى دعما ماديا كبيرا من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدر الدعم المادى المخصص لإسرائيل خلال العشر سنوات القادمة بحوالى 30 مليار دولار أمريكى، وتعد أمريكا والاتحاد الأوروبى الشريكين الرئيسيين لإسرائيل على المستوى التجارى.. يتبع.