«أنا كلى لك وأنت ذلك العالم الذى أمشى فيه، وأفكر إذا حدث لك مكروه ذات يوم سأنتحر حقاً...»، هذه واحدة من رسائل الحب التى كتبتها الشاعرة الجميلة سلفيا بلاث إلى زوجها البريطانى تيد هيوز.
منذ سنوات وقعت فى حب سلفيا بلاث، ولم أشف من حبها بعد، وكلما حلت ذكرى رحيلها أصحو بمزاج عكر وحالة نفسية سيئة وأتخيل يوم موتها الغريب فى 11 من فبراير 1963، عندما أنهت حياتها بوضع رأسها فى الفرن، بينما كان طفلاها فى الغرفة المجاورة.
ماتت سلفيا بلاث بينما ظل تيد هيوز وحده يدفع الثمن، خاصة أن أصابع الاتهام كانت تشير إلى أنه دفعها لتلك الميتة الصعبة عندما تجاهلها وابتعد عنها وأحب امرأة أخرى، رغم أنه يعرف ضعفها وهشاشة أعصابها، وأنها حاولت الموت أكثر من مرة قبل ذلك، كذلك لأن المرأة التى أحبها بعد سلفيا بلاث انتحرت أيضا بالطريقة نفسها، أى أنها وضعت رأسها فى فرن الغاز.
أفكر دائما فى الطفلين فريدا ونيكولاس الجالسين فى غرفتهما فى انتظار أن يطل عليهما وجه أمهما الجميل مرة ثانية لكن ذلك لم يحدث أبدا، بل أطل عليهما الحزن والكآبة اللذان صاحباهما طوال عمرهما حتى أن نيكولاس قرر عندما كان عمره فى السابعة والأربعين أن ينهى حياته منتحرا، بينما ظلت فريدا تقاوم وتحاول أن تدافع عن أبيها وأمها وتقول «أعتقد أن أبى وأمى متزوجان فى حياتهما الأخرى مثلما كانا متزوجين فى حياتهما الأولى».
أحب سلفيا بلاث لكننى لا أسامحها على ما فعلته بنفسها، لم تكن تجاوزت الواحدة والثلاثين من عمرها عندما قررت أن تقول الكلمة النهائية فى حياتها، تاركة خلفها قدرا كبيرا من الحزن عند كل الذين عرفوها وقرأوا لها شعرها، وحتى الآن كلما رأيت صورتها أو قرأت نصا لها شممت رائحة الغاز وتخيلتها تحاول التراجع لكنها تعجز عن ذلك.
يرى البعض أن سلفيا بلاث حصلت بسبب انتحارها على اهتمام أكبر مما تستحق، وحصل تيد هيوز على لعنات أكثر مما ينبغى، بالطبع فإن «أصحاب المذاهب النسوية» اهتممن بسلفيا كثيرا ورأين أنها نموذج صارخ على المرأة ضحية الرجل، لكنا لا ننكر أبدا أن سلفيا بلاث شاعرة مختلفة لها صوت مختلف، وكان يمكن لو أكملت حياتها أن تترك إرثا كبيرا فى عالم الكتابة.